وصف الكتاب:
في «قميص الأثر» ثمة حركة تشكيل لسيرة الأشياء وصور كثيرة لرسم ملامح الخائفون الذي يتكاثرون في سيرة الحياة وهم عراة كما يصفهم الشاعر، وكما نلحظ أيضا ثمة قراءة جوانية للعالم المسكون بالفقر حيث يضعنا الخطيب أما سيناريو الوجع الروحي والحزن الذي يغلف الإنسان المطروح على قارعة الحياة، لكنهم فقراء أكثر حظا بالشهداء.. يوزعون إيقاع أرواحهم في أقاصي الأرض وثيابها أجمل أحاسيسهم، ويباركون الشاعر الرائي لكل حلم منتظر. أحمد الخطيب يرسم لنا بلغته المتجددة والتي لا تقبل إلا الإدهاش وأحيانا الغرائبية وحسّ المفارقة العجيب وغربة الروح، ورقصة الحنجلة كما هو متعارف عليه في المثل الشعبي «أول الرقص حنجلة» شاعر يأخذنا إلى فضاءات الموروثات الشعبية والدينية ليسقطها بذائقته الفنية وتقنيتها العالية على واقعنا الأكثر مرارة، كأنه في هذا العمل الشعري أحمد الخطيب يكتب إنسانية الإنسان الدارس كل التحولات التي مرّ بها في عجلة الحياة، راسما لنا أيضا الكثير من حركة الكون وغزارة الرؤى واتساعها ليصل بنا إلى حالة من الحفر في سمة الخوف في اللايقين متعلل كما يقول في الصافنات الجياد، كاشفا سرده وانكشافه على بقعة من النور. «قميص الأثر» لا يخلو من السرد المتقن والحوار والمنولوج الذي خطه الخطيب عبر فواصل الوقت والحياة ليقرأ الحنين والحلم وتشظيات الإنسان، موظفا المادة التاريخية في نصه الشعري، قارئا الوجود وقلقه - قلق الشاعر وغربة روحه وأحلامه في الممر الضيق في معترك الحياة، الخطيب يمعن كثيرا في أرجوزة الورد، ونرى أن كل شيء يدل على قلبه في محطات القلق الوجودي ضمن سرده الشعري الذي يدل عليه في تحولات اللحظة في حديقة الشاعر المشبعة باخضرار الروح رغم المنغصات والانكسارات التي تعصف بنا وبالذات الشاعرة. من أجواء المجموعة نقرأ من قصيدة «نحن الفقراء» التي تعاين حالة الإنسان في معطاه اليومي يقول فيها:»فقراء /لكنا نقيس الخوف بالأمن الغذائي/إذا جعنا/ربطنا شسع نعل الريح/لذنا بالقدر/هو هكذا الظليل/يسأل عن وجود عاثر/بين البوادي/والحضر/فلتنقشوا بيتين عن أرواحنا/جئنا حقنا/فتكالبت عبس على جيش مضر/وتحدث الأفيون عن شكل القمر/وتنازع الجيران حول نظافة الطرقات/إذ يبنو في الفجر/صلاة الخوف/ثم يؤثثون ضحى القتال».