وصف الكتاب:
نص محدود بصفحاته لكنه مترام من حيث طبيعة الحياة المعتملة في طياته تدور أحداث الرواية في حانة فريدة من نوعها افترضها الكاتب، تقع بالقرب من مقبرة قديمة على تخوم مدينة «باليم دو بارا» شمال البرازيل، حيث ترك بطل الرواية إبراهيم البحار سفينته وقرر البقاء في المدينة ليستقر به الحال في «حارة الفخارين» التي تقع فيها الحانة، وبذلك يبدأ رحلة ضياع جديدة، يشهد خلالها حكايات وحوارات أدرك حقيقة بعضها وغفل بعضها الآخر.. شهد أس العلّة، تساؤلات بلا أجوبة، حيرة بلا قرار، أفكار كسيحة قادت البشرية إلى التعاسة والوضاعة، شهد قصة حب مع إيماندا، صاحبة الحانة، حب من نوع نادر، هزه، هزه، حتى أزهرت قيعان عزلته التي يحملها معه أينما حل به المطاف. يقول الروائي الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل في تقديمه ل «عشبة الملائكة»: «نص محدود بصفحاته شأن «سيّد القوارير» (رواية الفرطوسي السابقة) لكنه مترام من حيث طبيعة الحياة المعتملة في طياته.. توظيف -بدا كما لو انه عفوي- لحكايا وأساطير متحدرة عن ديانات وثنية لسكان المنطقة من الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين، تتشربها تعاليم الديانة المسيحية الوافدة منذ الاستعمار الأوروبي. إيمانيات مختلطة اكتسبت فرادة خاصة بها، تتجلى من خلال شخوص وفّق الفرطوسي لأن يجسدها حيّة نابضة متسقة مع معتقداتها، بقدر ما هي ملفتة بغرابتها إزاء ما ألفناه.. محاكمة تعقيدات الحياة اليومية من خلال بساطتها، بمواجهة محاكمة أخرى لنظريات وأيديولوجيات سائدة حول العالم، بما فيها ما هو غيبي.. ماركسية لينين إلى جانب وجودية سارتر ولاعنف غاندي مع حضور الإسلام السياسي/رجل الدين المودودي، والقائمة تطول.. فلسفات متجاورة متقاطعة في الوقت نفسه، لا يتردد عامل النص عن محاكمتها بحضور ممثليها داخل أروقة حانة التمثال».