وصف الكتاب:
….تنهّد العجوز، استند إلى ظهره وأسند رأسه إلى مخدّة مرتفعة وأغمض عينيه.. وبصوت ضعيف متقطع أجاب: «أنا هنا منذ سنوات طويلة لا أعرف عددها.. لم يكن باستطاعتي أن أمد بصري دون أن يصطدم بجدران زنزانتي العفنة.. حتى في ساعة الفسحة، كانت جدران الأسوار العالية تمثل حاجزاً أو سداً منيعاً بين الداخل والخارج.. إنها ليست مجرد أسوار حماية، بل أسوار تفصل بين حضارات وثقافات ومدنية، تفصل بين عالم الأرض وعالم القاع حيث القهر والكبت، الذل والعبودية، الأمراض المزمنة والعاهات الدائمة، والآدمية المفقودة».. قاطعه عبد السلام: «ركّز معي يا عم، إنك تبدو غريباً في سجنك، كأنك ترى شخصاً لأول مرة تتحدث إليه». فتح العجوز عينيه الضعيفتين بصعوبة وقال: «نعم يا بني، فعلاً أنا لم أر في هذا المكان غير وجه سجاني الذي يأتيني بالطعام بين وقت وآخر، دون أن ينطق بكلمة».
اشترك الان في النشرة الاٍخبارية و ترقب استقبال افضل عروضنا علي بريدك الاٍلكتروني