وصف الكتاب:
أريد أن أصلي.. لكن النفس غارقة في الإثم.. والعقل يتجاهل تلك الفكرة.. رافض للاستجابة.. إنه قد تمرّد عليّ.. وقرر أن يتوب يومًا وأن يكفُر يومًا.. إنه لا يريد أن يستجيب لقلبي.. إن قلبي يعوي بشدة وعقلي متمرد، طائش، مشتت. تارة تأخذه أهوال الدنيا وملذات الحياة، وتارة يجد نفسه منتظمًا كإمام مسجد. لا أقدر إلا على الصمت أو البكاء وحدي في غرفتي ليلًا بعدما علمت أن يومًا آخر قد ضاع دون صلاة، دون أن أفعل واجباتي تجاه ربي. ربي! إنك أنت الوحيد الذي تعلم كم من صعوبات مرت علي، أنت تعلم أنني هش وأبكي من أي شيء. أشعر بالاختناق أتمنى لو للحظة لو لم أُولد، لا أتحمل شكلي وقباحتي، لا أتحمل سخرية البعض علي، لا أتحمل إيذاء نفسي بنفسي فأذهب إلى ملذات الدنيا لعلها تُنسيني حقيقة نفسي.. لكن! أعود إليك دومًا كطفل يُغضب أمه ثم يعود مُكفرًا بأخطائه إليها.أريد أن أتحسن، لا أريد ذلك الجحود الذي أعيش فيه، نعم أنا أفضل من أشخاص كثيرون غيري لكن مهما فعلت ومهما كُنت راضيًا عن نفسي فأنا أشعر بالنقص، أنا أشعر أنني لست كاملًا، أنا أعلم أنك خلقتنا ضعفاء، لكن.. هل يمكن لشخص مثلي يفعل الأخطاء ويستمر في المعاصي حتى يفيق من كبوته ثم يعود إليك فتقبل أسفه؟هل سأظل هكذا، أريد التوبة الدائمة، أريد أن أبتعد عن ملذات الحياة، أريد أن أحارب جنوني الذي لا يتوقف، أريد أن أتغير، لا أريد أن أكون مثل الأشخاص الذين ينظرون إلى أنفسهم نظرة بهو وافتخار فأنا لست إلا طينًا تشّكل وأصبح آدميًا تأكله الشهوات! يا الله إنني تائه في طريقي إليك دونك، فهل أجدك تناديني؟؟.