وصف الكتاب:
تحكى الرواية عن أسبوع واحد من حياة أسرة فايكاي يجسد طبيعة حياتها منذ سنوات طويلة. يعيش الزوج آكوش فايكاي مع زوجته وابنته باتشرتا في منزل بمدينة صغيرة، مملة، تسمى شارساج. سرعان ما يعرف القارئ أن باتشرتا لم تعد شابة، بل أصبحت في الخامسة والثلاثين من عمرها، وأنها دميمة جدا، وهو ما يمثل هما كبيرا للوالدين؛ إذ ربما لا تجد لنفسها زوجا أبدا، وقد بلغا من العمر عتيا وقد يقبضهما الموت في أي لحظة. لذا فقد كان شغلهم الشاغل هو إخفاء دمامة ابنتهما وحمايتها من العالم. الإثارة كبيرة الآن في الأسرة؛ باتشرتا تستعد للسفر إلى مزرعة تاركو حيث تعيش أسرة خالها بيلا لقضاء أسبوع معهم وستغيب عنهما لأول مرة. يجهز الوالدان ابنتهما للسفر بتفكير يعج بالخوف. لم يعتد الوالدان الذهاب إلى أي مكان منذ وقت طويل، كما أنهما لم يجتمعا برفقة أحد منذ سنوات. يذهبان إلى الكنيسة بمفردهما، والسبب هو قبح باتشرتا الذي يعرضهما لحرج شديد بسبب سخرية الناس منها. يوصل الوالدان باتشرتا إلى محطة القطار ويودعانها. خلال الأسبوع يشعر الوالدان بارتياح لم يشعرا به من قبل قط. نعم يفتقدان ابنتهما، لكنهما الآن بإمكانهما التقاء الأصدقاء القدامى والخروج في رفقة مجددا دون تخوف من أي حرج. ذات مرة يلعب الزوج القمار مع أصدقائه ويتناول الخمر في المطعم ويتأخر كثيرا، ولا تعلم الزوجة المنتظرة في المنزل أين هو، لأنه اعتاد أن يعود إلى البيت في وقت ما قبل منتصف الليل. عندما يرجع الزوج إلى المنزل يتشاجر مع زوجته. وفي حالة سُكْر خفيفة يتكلم بصراحة شديدة عن حال ابنته الذي يدعو إلى السخرية، ويقول أنه ربما من الأفضل لهما سفر ابنته وعدم وجودها بالبيت. يتبين من كلمات الأم أنها تعلم أن الزوج محق، لأن ابنتهما دميمة وقبيحة جدا، ولذلك من الصعب أن تتكيف مع المجتمع أو تجد لها مكانا فيه، لكنها مع ذلك تدافع عن ابنتها بشدة، وتحاول بث الأمل في زوجها، بل في نفسها أولا. ينقضى الأسبوع، ويتوجه الأبوان سويا إلى محطة القطار لاستقبال ابنتهما. يتأخر القطار فيبدآن في التفكير في أمور سيئة، لكن باتشرتا تصل في النهاية. يشعر الأب أن ليس كل شيء على ما يرام مع باتشرتا. يعلم أن ابنته كانت عبئا على الجميع في مزرعة خالها في حقيقة الأمر، ولم تستطع التأقلم هناك ولم يتقبلها ضيوف الخال بيلا حتى. ترقد باتشرتا في فراشها في غرفتها وتبدأ في التفكير. تفاجأ أن ابتعادها عن المنزل كان بلا جدوى، تعلم أنهم بالرغم من استقبالهم لها في المزرعة بحب وتعاملهم معها بلطف إلا أنها كانت عقبة في طريق الجميع. تقلب أمامها صفحات حياتها التي ليس بها إلا الطبخ والغسل والتنظيف في كل أيامها. تبدأ في النحيب، وحتى لا يسمع والداها بكاءها تكتم فمها بوسادتها، وهو ما اعتادت فعله طوال حياتها. تتعرض الرواية لقضية تنتشر في ثقافتنا العربية الآن، وهي تأخر سن زواج الفتيات والخوف من العنوسة، وتناقشها من منظور الثقافة السائدة في المجر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، كما تتطرق الرواية إلى بعض السلوكيات التي طرأت على المجتمع في تلك الفترة وكانت حينذلك غريبة عليه ومستنكرة من السواد الأعظم منه، خاصة كبار السن الذين نشأوا في عالم أفضل أخلاقا.