وصف الكتاب:
الشاعرة الفلسطينية لينا أبو بكر، في مجموعتها الشعرية: "حجر الموشكا ـــ سرير الذئاب" لا تحصدُ رؤوس الفرسان كما "الجميلة التي لا تعرف الرحمة" في قصيدةِ كيتس، ولا تُشلّح الشعراء على مفترقات الطرق من ثيابهم الموشاة برمز الذئب، وتتركهم عراةً تحت شمس اللوعة، في توحّدها بهذا الرمز كوشمٍ ينبض به كامل جسدها قبل روحها فحسب، بل تشكّل مجموعةً كاملة وساطعةً بفضّة قمرٍ أسطوريّ مكتملٍ ومحيطٍ برأس ذئبة منفردة متفردة، يتردّد صوتها بسيمفونية قطيع ذئابٍ، تتراشق صوره وتتراكب مع ربّات وكاهنات سومر، وعذارى القيامة، وزيْنبات الشهادة، وأسماءات النطاقات، والآباء الشامخين أبراجاً أمام الأطفال، والمنْزَلين أطفالاً لائذين بأكمام أردية الزوجات، والشهداء المجدّدين لأرواح شعوبهم، والعشّاق الذين لا يحلّ عقدة كبرياء حرّيتهم من بعضهم سوى طعنات خناجرهم في صدور بعضهم، هانئين براحة موتهم الصّاعد كما مخيّم غجرٍ إلى السماء: "هذا الحقلُ الأسود لي... لا تقربْ! مقبرةُ الملكات... هنا وجميلاتٍ أحببنَ رجالاً... من أرض الأعداء وخنَّ النهر مع الغرباء فجُزَّت في وضح الحبّ جدائلهنّ ولمْ يبكينَ على دمها الأصهبْ!! وهنا بعض طريداتٍ لم يعثرنَ على منفىً يسع حقائبهنّ... فكيف سأطردهنَّ؟ أنا أحرس غرباناً لا تهجرُ موتاها فأخبّئ في البرج جماجمَ أحبابي وتعاويذَ الأرواح على بابي ودموعَ الجند إذا انهزموا وبناتَ الليل ــ يسِمْنَ ضفائرهنّ بشقّ العرقِ ــ ليعْقدْنَ بها بلحَ اللذّة ـــ ثم أهمّ بسقّاءِ الدمّ ليشربْ! يا غربانْ هلمّي! وجعي حفّار قبورٍ... يأوي ملكاً ينسى حربته في مخدعِ ليليث أنا... ليليثْ! لا أملكُ حتى أولادي! لا أملك من جسدي غيرِ خطيئةِ آدم في تفّاح حِدادي إنّي أوّل ثكلى في الجنّة لكنّي في عاشوراءَ الهجرةِ زينب!".