وصف الكتاب:
فارس مطر شاعر عراقي يقيم في برلين، وأصدر في الشعر مجموعتين: “سنبقى”، و”تمرات في الربذة”؛ وله دراسة نقدية بعنوان “شعرية العشق بين حضور المرأة وغياب المكان الحميم”. والمجموعة الجديدة هذه تقوم على قصيدة واحدة طويلة، في قرابة 100 صفحة من القطع المتوسط، موزّعة على قصائد فرعية متوسطة الطول إجمالاً، وتعتمد شكل التفعيلة، والإيقاع المخفف، وتتفادى استخدام القافية. الموضوعات تتراوح بين الحبّ والبوح والتأمّل الفلسفي واسترجاع الذاكرة على خلفية المكان العراقي والبرليني، ولا تتجاهل الهموم الجَمْعية التي تخصّ العيش والوجود والموت؛ مع جرعات عالية تماماً، وشبه دائمة، من سطوة ضمير المتكلّم والتوتر الذاتي الغنائي. هنا سطور من المجموعة: “نقرأ للنهر قصائدنا ونقول احمِلنا معها لنعيش الترف المائيّ فكُنّا قرب ضفاف طفولتنا لا ندرك صوت المدّ القادمِ بين الطلقة والوردة بين حبيبٍ بالكاد يُضاءُ لتطفأه الحربُ سريعاً يترك نبضاً في عاشقة ستغنّي ليلاً أين ستأخذنا يا دجلة النار على الأبواب قصيدتنا ما زالت تحبو جوز القطن سيحتاج لأغنية كي يتفتحَ والراء كطفل في المفردة الأولى لا أوراق لديك لتعبر خطّ التصفيق إلى الفشل الأوّل حيث تركتَ قميصاً كحلياً يحكي وابتعتَ قصائد حافية للمشي حملت الخبز على رأسك للطير لتُصلبَ نبّئني؟ هل متَّ الآن من الشعر نبياً؟ قال سأمضي نحو دمائي أحمل نعشي في بابلَ أبحث عن عشتارٍ في برلينَ وفستانك أزرق والموكب يمشي في زرقته (…) أنا للشرق وللشمس وتقويمي الشمسي ولن أترك عاداتي القمرية لن أترك بغداد الطرقات تؤدّي لجدائلها يُتْمُكَ في عُودٍ ومقامٍ ونخيل يكسرك الآن أغان تخمش ليلكَ فاحملْ فانوساً وحنيناً