وصف الكتاب:
يعد هذا الكتاب وهو الجزء الثاني من كتاب "الخلافة العباسية" مكملاً من حيث الأحداث والموضوعات والحقبة التاريخية للجزء الأول من كتاب يحمل العنوان نفسه. وقد تعرض هذا الجزء لثلاث حقب تاريخية عباسية هي على التوالي: فترة الفوضى العسكرية ثم النفوذ البويهي ثم السلجوقي، أعقبتها فترة انتعاش قصيرة عادت الدولة بعدها إلى التدهور فالسقوط على يد المغول. يبدأ الكتاب بمقدمة تعالج الطرق التي دخل منها الترك وغيرهم من عناصر بلاد ما وراء النهر وآسيا الوسطى إلى "دار الإسلام" واندماجهم في المجتمع الإسلامي ثم الظروف التي جعلت صعودهم سلم الإدارة والسياسة والجيش سهلاً ميسوراً حتى تبوءوا مناصب مهمة وغذوا من أصحاب القرار في الدولة العباسية. ثم عالج الباب الثانى حقبة الفوضى العسكرية التي تحكم فيها زمرة من القادة العسكريين الترك أو من عناصر أخرى بأمور الدولة. كما تطرق الباب الثاني نفسه إلى حركات مهمة وقعت على المسرح السياسي خلال حقبة الفوضى العسكرية ذاتها مثل حركة الزنج وحركة القرامطة وحركة الخوارج، وحاول المؤلف إعادة قراءة هذه الحركات بنظرة شمولية ورؤية جديدة كشفت مدى المبالغة التي حظيت بها هذه الحركات بحيث خرجت عن إطارها التاريخي والواقعي. وتحدث الباب الثالث عن التسلط البويهي، وركز الباب الرابع على السلاجقة الغز الذين حلوا محل البويهيين في بلاد فارس ثم العراق. ورغم استفادتهم من تجارب البهويهيين وتجنبهم بعض أخطائهم فهم لم يختلفوا عنهم في أمور عديدة، وكانت الأمور سيئة منذ البداية فقد شغب الناس وهاجوا لأن جند السلاجقة كانوا منفلتين غير منضبطين عند دخولهم بغداد، يقول ابن الجوزي في المنتظم "وثارت بين العوام والأتراك فتنة أدت إلى قتل وأسر، فنهب الجانب الشرقي بأمره وذهبت أموال الناس". أما الباب الخامس والأخير فقد استعرض آخر خلفاء بني العباس الذين تتابعوا على السلطة قبل سقوط الخلافة على يد المغول وهم: الظاهر بأمر الله والمستنصر بالله ثم المستعصم بالله... أما أولهم فقد حاول القيام بإصلاحات تحد من الفساد وتصلح حال الأمة، وعرف بالعدل حتى قورن بالعمرين، وكانت المدرسة المستنصرية من أعظم مآثر الثاني، كما حاول الإصلاح إلا أنه جاء متأخرا جداً، وأما الثالث فكان مستضعف الرأي قليل الخبرة غير مطلع على حقائق الأمور فتنوعت "العصابات" وتعدد "قطاع الطرق" من المسؤولين ووقع الخليفة فريسة لأطماعهم وكان الوزير ابن العلقمي وقائد العسكر الدويدار على رأسهم. وحين استفحل الخطر المغولي "لم يحرك ذلك منه (الخليفة) عزماً لأنبه فيه همه... ولك يكن يتصور حقيقة الحال في ذلك" كما يقول صاحب كتاب الفخري فقتل على يد هولاكو في صفر 656 هـ وبهذا سقطت الخلافة العباسية في بغداد