وصف الكتاب:
تصحو مراكب رحلتي وأزورُ ميناء انتظاركْ وأُقـلــّبُ الطرفَ الكليلَ مناجياً شبّكَ داركْ ويفوح مزماري بأنغام الشذا عَـبــــِـقَ المســـالكْ ويتهُ منه العَــرفُ فوّاحاً ليرســو في قــراركْ جذلانَ يمتشق الخطــا ولهاَ مسلوب مسلوبَ المداركْ عيناكِ يا قمرانِ من خلف الهوى طلعت علينا أبصرتُ عمقَ جِنانها فرأيتُ وشيا عبقريا فأُخذتُ رغم كهولتي ورجعتُ مفتوناً شقيا سأبحرُ في نجوم الليل مشتاقاً وأمضي في بحاركْ أجـدّفُ غائر العينين هشّ الروح مهزوماً لآشقى باختياركْ وقبل مسيرة الإقلاع أقطفُ من سدوف الليل أشعاراً واهديها لشعركْ وأنزع باقةً من وردْ أزرعها وأسقيها لثغـــركْ فلعلّ الوردة الحمراء تكسوها وتعلــو فوق خــدكْ ثمّ تنمو حولها الآهات ممزوجاً بها تغريد طيركْ حيرى وترسم كوكباً يسمو على أنفاس صدركْ يا أيها اليختُ العظيمُ تأخـّرَتْ أمواجُ يمــّكْ فتسابقت وتلاطمتْ واشتدّ ساعدُها بهولكْ وتعطّرت أرجاؤك القصوى بها ثـمّ استفاق أريجُ شعركْ ما إن بلغتُ حدود سَمـككِ أو طويتُ رحالَ يومكْ حتى استفزك حائلٌ فهويتَ تسبقُ سوء ظنكْ يا راكبَ الترحال لا تندم – علــى مــا كـــان منكــا فاليومُ مثل الأمس كان -- وما يزال العيش ضنكـا