وصف الكتاب:
تمثل الديمقراطية في جوهرها منهجاً وشكلاً لنظام الحكم توصلت إليه البشرية عبر سلسلة من التجارب والنضال المرير والطويل الذي خاضته ضد قوى التسلط والهيمنة والاستبداد المختلفة في أوربا خاصة، التي ولدت فيها فكرة الديمقراطية وتطورت، ومن ثم لتنطلق منها وتعم في ارجاء عديدة من المعمورة. وقد شهدت حقبة القرن الميلادي العشرين، ظهور تجارب وممارسات وأنماط ديمقراطية عديدة جاءت نتيجة سعي بعض القوى والتيارات والايديولوجيات السياسية والفكرية نحو إيجاد وتطوير مفاهيمها الخاصة بالديمقراطية، إلا ان معظم هذه الانماط قد توارت وانحسرت تطبيقاتها إلى حد كبير بفعل قوة وانتشار الديمقراطية بانموذجها الغربي الليبرالي التي استطاعت ان تهيمن على معظم أرجاء العالم المعاصر ليس لكونها تقترب أكثر من غيرها من الانماط الديمقراطية التي سادت في بعض بقاع العالم من التعبير عن المعنى الحقيقي للديمقراطية فحسب، بل أيضاً بفعل هيمنة القوى الراعية لها ولاسيما الولايات المتحدة الأمريكية وانفرادها بالشأن العالمي على أثر انهيار الكتلة الشرقية وتفكك الاتحاد السوفيتي السابق.