وصف الكتاب:
إن الجغرافية بوصفها علماً للمكان تؤكد العلاقة الوثيقة بين الجغرافية والبيئة والتفاعل المتبادل بين الإنسان والبيئة، وهذه المواضيع عالجتها الجغرافية منذ البداية من خلال رصد وتحليل الظاهرات المختلفة الناتجة عن تداخل وتشابك عناصر البيئة، وعلاقة الإنسان بها: (البعد الطبيعي والبعد البشري)، كما أن الجغرافية بوصفها علماً مكانياً يتميز بخاصية فريدة تميزه من بقية العلوم في دراسة البيئة باعتبارها تتصف باختلافات مكانية، وتأثيرات متبادلة بين مختلف مكوناتها وعناصرها، وفي الحقيقة فإنه وبحسب جولد، فإن التفكير في القرن الحادي والعشرين على أنه (قرن المكانية)، أو قرن المنظور المكاني Spatial Century أمر ممكن أو غير مستحيل، وهذا يعني بالمفهوم العلمي أن كل قرار يتعلق بالتخطيط لا ينطوي فقط على وقت الخطة، بل هناك دائما موقع توجد فيه الخطة الموضوعة في مكان معين يكون محدداً بطرق متعددة قبل صدور القرار. وفي الجغرافية يوجد عدد من الفروع العلمية التي تهتم بالدراسات البيئية وبالتغيرات التي تتعرض لها البيئة، والعواقب الناتجة عن ذلك سواء أكانت هذه التغيرات طبيعية أم بشرية، فمثلا الظروف المناخية كالحرارة والرطوبة والحرارة، تحدد إلى درجة كبيرة الملامح الحيوية للبيئة، وكذلك بالنسبة لشكل سطح الأرض (اللاندشافت) حيث يكون للارتفاع وشدة الانحدار والاتجاه الخ... دور مهم في تحديد هذه الملامح من خلال تأثيره في خصائص التربة، والأمطار، والحرارة، وغيرها.