وصف الكتاب:
لم يحظ تاريخ العراق السياسي في القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي باهتمام واضح من قبل الباحثين والمؤرخين، فلم يفردوا له دراسة مستقلة بل نراهم يمرون عليه بشيء من الاختصار في أثناء بحثهم عن الفترة التي سبقتها أو التي تلتها مع أن هذه الفترة ذات أهمية كبيرة لأنها تعد مرحلة تمهيدية لدخول العراق إلى التاريخ الحديث ولذلك جاءت هذه الدراسة لتغطي هذه الفترة. وتاريخ العراق خلال هذه الحقبة يتمثل بالاحتلال الجلائري الذي هو امتداد للحكم المغولي الايلخاني وخلاله عاش العراق حالة من الفوضى والاضطراب السياسي سببه استبداد الحكام الجلائريين الذين لم يكن لهم هم سوى الاستمرار في السلطة أطول مدة ممكنة حتى لو كان ذلك على حساب السكان العراقيين المغلوب على أمرهم، ففي عهدهم غدا العراق ساحة للنزاعات والصراعات التي نشبت فيما بين الأسرة الجلائرية نفسها أو بين الجلائريين وأعدائهم الطامعين بمناطق نفوذهم، لذا كانت فترة حكمهم صفحة سوداء أخرى تضاف إلى صفحات المأساة التي عاشها العراق منذ سقوط بغداد على يد المغول سنة (656هـ/1258م). واجهت هذه الدراسة بعض الصعوبات منها عدم وجود مؤرخ او مؤرخين متخصصين بفترة الحكم الجلائري للعراق على عكس ماكان عليه الحال في حقبة حكم المغول الايلخانيين للعراق، لذا استعنا بالمصادر التاريخية المملوكية والفارسية والتركية التي تضمنت حوادثها بعض أحداث العراق خلال هذه الحقبة مع أن المعلومات في هذه المصادر جاءت في الأغلب موزعة ومتفرقة هنا وهناك وكان يسودها في بعض الاحيان الاضطراب والتناقض فوقع على كاهل الباحث مهمة الموازنة وتنسيق المعلومات قدر الإمكان وصولاً إلى الفهم الصحيح للحدث. قسمت الدراسة إلى تمهيد وأربعة فصول وخاتمة.