وصف الكتاب:
تعد دراسة الإستخبارات في التراث العربي الإسلامي من المواضيع بالغة الأهمية في مجال الدراسات التاريخية العسكرية. وهذا الصنف الحيوي يرتبط به الكثير من الوحدات المتخصصة التي تمتلك كل منها دور محدد حسب طبيعة المهمة والواجب الإستخباري، فموضوع البحث والدراسة يتحمل الكثير من المهام والوظائف ذات الطبيعة الإستخبارية أهمها الطلائع والعيون والنوافض والجاسوسية والأرصاد والإستطلاع العميق والسرايا والربايا والإدلاء والبريد والحرب النفسية والتضليل والمراقبة والخدعة والمكيدة الإستنطاق والتفاوض مع العدو والدسيس ونقل أخبار الولاة والعمال وغيرها من الوظائف الأخرى التي هي بالتأكيد كل لها خصوصيتها في تنفيذ المهام والواجبات التي تصب أخيراً في تحقيق الهدف الإستخباري وكسب النظر في المعارك الجهادية. لقد استهواني دراسة هذا الموضوع وإختياره عنواناً للرسالة وذلك من خلال تجربتي المهنية وإطلاعي عن كثب أهمية الإستخبارات والطلاع أو ما يقصد به الجاسوسية وكشف المعلومات والتعرف على مجريات الأحداث، وتمتد أهمية الموضوع حتى وقتنا الحاضر لأهمية هذا الجهاز في توطيد الأمة والإستقرار. إن دراسة جهاز الإستخبارات والطلائع في الأندلس يعد من المواضيع الجديدة والحيوية لأنها تشكل أحد المهام التي ارتبطت بالحملات العسكرية في الأندلس خلال أكثر من ثماني قرون للحكم العربي الإسلامي للمدة من (92- 897هـ / 711- 1492م). وإن هذه الدراسة محاولة لسد النقص وتقديم صورة شبه متكاملة وشاملة قدر الإمكان عن هذا الجهاز وإبراز دوره المهم في المساهمة في بناء الصرح الحضاري الإنساني في الأندلس، وعلى الرغم من الإهتمام بالدراسات الخاصة بالأندلس قد إزدادت في العقود الأخيرة، إلا إن هذا الموضوع لا زال بحاجة إلى البحث والتقصي، لأن كل ما جاء في المصادر كان عبارة عن إشارات عابرة وموجزة جاءت خلال الحديث عن السياق التاريخي العام. إن البحث في هذا الجانب تكتنفه الصعوبات البالغة المتمثلة بندرة المعلومات المتناثرة بين طيات المصادر، مما جعل عملية الجمع شاقة وطويلة. وقد اعتمد المنهج التحليلي قدر الإمكان في هذه الدراسة، والذي لا يقتصر على سرد الأحداث والوقائع التاريخية فحسب بل محاولة مناقشة وتحليل أسبابها وإستخلاص نتائجها في ضوء المعلومات المتوافرة. تم إعداد خطة علمية منهجية موضوعية تحت توجيه الأستاذ المشرف تليق بالموضوع ضمن ضوابط خاصة بالجانب العسكري حسب ما توافر لنا من مصادر تأريخية عسكرية انتقينا النصوص ذات المفهوم الإستخباراتي والإستطلاعي وقد عثرنا على كم هائل من النصوص النادرة في بطون المصادر المشرقية والأندلسية. ولتحقيق الهدف المتوخى من الدراسة فقد تم تقسيمها على مقدمة وأربعة فصول وخاتمة.