وصف الكتاب:
شهدت الفترة الواقعة بين حربي حزيران 1967 – تشرين الأول 1973 تطورات مهمة على صعيد العلاقات المصرية السوفيتية، ومنذ الهزيمة العسكرية في حزيران 1967 أعتمدت مصر في تعويض خسائرها العسكرية، ومحاولتها محو اثار العدوان (الإسرائيلي) على الاتحاد السوفيتي، الذي ساهم بدور واضح في إعادة تسليح الجيش المصري ودعم القضية العربية سياسياً، واستمر ذلك التعاون حتى بعد وفاة الرئيس المصري جمال عبدالناصر في 28 ايلول 1970، والذي كان يحظى باحترام وتأييد القيادة السوفيتية. إلا ان السنوات التي اعقبت تولي انور السادات السلطة في مصر شهدت نوعاً من الفتور في علاقة البلدين، وعلى الرغم من توقيع الجانبين معاهدة الصداقة والتعاون في 27 أيار 1971، إلا ان القيادة السوفيتية امتنعت عن تزويد مصر بأسلحة هجومية حفاظاً على سياسة الوفاق الدولي مع الولايات المتحدة، وذلك ما ادى إلى قيام السادات باتخاذ قرار ابعاد الخبراء السوفيت في تموز 1972، الذي نتج عنه برود في العلاقات المصرية – السوفيتية، إلا ان المصالح المشتركة بين الجانبين وحاجة كل جانب إلى الاخر ساهم في تطويق أزمة الخبراء السوفيت، ومن ثم عادت العلاقات منذ تشرين الأول 1972 إلى شكلها الطبيعي، وساهم الاتحاد السوفيتي من جديد في عملية تسليح الجيش المصري، وخلال حرب تشرين 1973 كان للسوفيت دور واضح في دعم القوات العربية عسكرياً، ومناصرة المواقف العربية سياسياً، كما شهدت فترة الدراسة تطورات مهمة في العلاقات على الصعيد الاقتصادي والثقافي، ومن هنا جاء اختيارنا لموضوع (العلاقات المصرية – السوفيتية 1967-1973 دراسة تأريخية).