وصف الكتاب:
حدود البحث ونظرة في المصادر: مثلما أثار قیام الدولة العثمانیة 1299م وتوسعھا وانھیارھا في 1922م المؤرخین والكتاب والمفكرین الاوربیین والعرب، كذلك فان قیام جمھوریة تركیا 1923م على ید مصطفى كمال اتاتورك وتحویل أیدیولوجیتھا من النظام الإسلامي إلى النظام العلماني ومحاولة اللحاق في ركب الثقافة الاوربیة، أثار أیضا المؤرخین والكتاب المعاصرین، فقد ارتكب اتاتورك خطأ كبیرا حینما اعتقد بان الإسلام حجر عثرة أمام التقدم والتطور الحضاري، فقد نظر إلى الشكلیات دون العمل على خلق المتغیرات الاجتماعیة اللازمة لاعطاء ھذه المفاھیم الجدیدة فكرا وقیما، فقد اعتقد بان الصراع الحضاري ینحسر بین الدین والدولة أو بین العلمانیة وغیر العلمانیة، على حین كان الصراع الحقیقي ھو بین العلم والجھل وبین الحرمان والاكتفاء وبین التكافؤ والاستغلال، ولعل حماسھ وانبھاره بالحیاة الاوربیة قادت إلى استیراد كل شيء من الغرب مثل القیم والقوانین والحروف اللاتینیة، وھذه الحقیقة توصل إلیھا بعض المثقفین الأتراك بعد نحو نصف قرن من تجربة اتاتورك، إذ اكتشفوا ان الخلل كامن في القوى الانتاجیة وعلاقاتھا المعقدة ولیس في القبعة والطربوش. وبعد وفاة اتاتورك 1938م حدثت متغیرات في الحیاة السیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة التركیة منھا انتقال تركیا من مرحلة الحزب الواحد إلى التعددیة الحزبیة 1946م، فضلا عن ذلك أصبح الدین الإسلامي محورا لمعظم البرامج الحزبیة واصبحت الاحزاب تتنافس من أجل كسب اصوات الناخبین من خلال مزید من قرارات الانفتاح الدیني ورفع الحظر عن الاذان باللغة العربیة. وقد توالى على حكم تركیا شخصیات سیاسیة عدیدة مختلفة التوجھات والایدیولوجیات وكل واحد اجتھد في خدمة مصالح تركیا بالدرجة الأولى