وصف الكتاب:
اعتاد القراء والباحثون على أن الرجل الشاعر هو الذي يتغزل بالمرأة ، ويرسم لها صورا عدة كلها تتعلق بجمالها ووصف مفاتنها الحسية ، وطريقة حديثها ومشيتها وغير ذلك من الأوصاف على مر العصور ، وكان الظن أن ميدان الشعر قد احتكره الرجل غالبا دون منازع من المرأة ، وأن ميدان المرأة الشعري خاو خال من كل ما يثير المتلقي ، ولا يستحق العناء للقيام فيه بجولات بحوث ودراسات تستجلي حقيقة الأمر ، وقد عرفت المرأة الأندلسية حقيقة هذه الفكرة السائدة من قبل وأرادت ان تثبت سوء الظن هذا فنزلت الى الميدان بكل ثقة ، وفرضت شعرها ، ونافحت الرجال وساجلتهم بشعرها ، واستخدمت سلاحهم لتقرع الأسماع ، ودعت الى الاعتراف بحقها في الوجود ، وأنها لا تختلف عنهم في مقدرتها على نظم الشعر والتفنن فيه , ولم يخطر على البال أن المرأة تستطيع أن ترسم صورة للرجل ، ومن الطبيعي أن تخضع لإرادتها ورغبتها ومشاعرها وأحاسيسها تجاهه ، ولم تتجسد فيها تلك المثالية التي تمسك بها الرجل في وصفه لها ، بل كانت صورة واقعية ، فقد كانت تدرك ما يريد ، وتعرف ما يخفي وما يعلن ، وذلك من خلال إحساسها بمكنون ذاته ، وتعدد احواله ، ومقدرتها على التمييز بين الرجل الجاد في حياته وبين الآخر ، ولذا كانت لها المقدرة على أن تختار ما تريد . يتناول هذا الكتاب موضوعات حول الرجل والمرأة انتظمت في اربعة فصول وهي : الفصل الأول : البنية الموضوعية ، وتتناول صفات الرجل الإيجابية والسلبية . والفصل الثاني : البنية اللغوية ، وتتناول المعجم الشعري لألفاظ السلطة والأسرة والحب مع أساليب خبرية وإنشائية من شعرها . والفصل الثالث : البنية التصويرية ، وتتعلق بصورة الرجل البيانية والحسية والخيالية . والفصل الرابع : البنية الإيقاعية ، وتتناول الموسيقى الخارجية والداخلية في شعرها . طبع الكتاب في دار غيداء / عمان الأردن . والكتاب اضافة نوعية في الدراسات الأندلسية ، ويكشف عن أسرار المرأة في رؤيتها للرجل وما تحمله من أفكاراستقرت في مخيلتها ، واصبحت من الثوابت عندها . وأخيرا اقدم تحياتي وتقديري لجميع القراء والباحثين . ومن الله التوفيق .