وصف الكتاب:
يفصح عنوان الكتاب عن بعض محتوياته إذ هو بلا شك يستهدف بيان الدراسات النقدية التي دارت حول الشاعر علقمة بن عبدة قديماً وحديثاً، إذ أظهرت لنا هذه الدراسات النقدية أجمل أشعاره وأروعها وأشدها إثارة``، فكان لهؤلاء النقاد القدماء والدارسين المحدثين معايير ومناهج خاصة في نقدهم تختلف باختلاف الزمن والدافع، وكان تتبع هؤلاء النقاد أمرا ضروريا لنا، إذ يوضح ذلك في حقيقته كل منهج على حده، ويكشف لنا اختلاف أذواقهم وقدراتهم في النقد. إن أراء النقـاد القدماء والمحدثين هي إحدى الموضوعات الأساسية التي بحثتها في هـذا الكتاب إذ كان هـدفي متابعة جهودهم للوصول إلى منافـذ جديـدة على مسـتوى المنهج، وعرض الآراء النقديـة المختلفـة للحصول على النتائـج التي تبين لنا مدى أهمية هذا الشاعر بين الشعراء الجاهليين. يعـد علقمة بن عبدة من فحـول الشـعراء الجاهلييـن إذ وضعه ابن سلام فـي الطبقـة الرابعـة من الشـعراء الجاهليين وقـال عنـه أن لابن عبـدة ثلاث روائع جيـاد لا يفوقهن شـعر، وهـذه هي الروائع التي سـمتها قريش سمطا الدهر، والسمط كمـا هو معروف، الشيء الثمين الذي يعلق أو يعلق فـي النـفس. أن الدافع لدراسة علقمة، يعود إلى سببين رئيسين: أولهما: إهمال لهذه الشخصية الأدبية، لذلك عمدت إلى دراسة علقمة بين دارسيه، أملا أن يتصدى أحد الباحثين لشعره. ثانيهما: القيمة النقدية التي انطوت عليها المصادر والمراجع التي شكلت مادة نقدية تضاف إلى الجهود السابقة. اعتمدنا في كتابنا هذه على كتب النقد الخاصة والعامة التي لم تخل من الإشارة إلى علقمة أو الوقوف على جانب من جوانب شعره فضلا عن كتب الأدب والتاريخ والتراجم والمعجمات وغيرها من الكتب التي وردت فيها إشارة عن هذا الشاعر فضلا عن كتب الأدب والنقـد الحديثة وديوان الشاعر. إان غزارة المادة وتشعبها وتداخلها وكيفية ترتيبها شكلت صعوبة، بل صعوبات أحسست بها منذ المرحلة الأولى لجمع المادة، ولهذا حاولت توحيد مفرداتها وتركيز أسلوب كتابتها والعناية بالجوانب الأساسية فيها مع الإشارة إلى الجوانب الأخرى التي لم تكن ذات مساس مباشر بشاعرنا. لقد توزع هذا الكتاب على مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول وخاتمة، ففي التمهيـد تطرقنا إلى اسمه ونسـبه وتسميته ومعنى الفحل، أما الفصل الأول فقـد كان في ثلاثة مباحـث هي منزلـة علقمة بيـن شعراء عصره، وشعره والأغراض الشـعرية التي اشـتهر بها، والظواهر اللغوية والعروضية التي وردت في شعره، أما الفصل الثاني فقد تمثل بموقف النقاد القدماء من شعره، وتم تقسـيمه على ثلاثة مباحـث وهي الطبـع والتكلف، والسرقات الشعرية، والظواهر البلاغية. فـي حين تناولت في الفصل الثالث موقف النقاد المحدثين في شعر علقمة، وقد توزع على مبحثين تناولت في المبحث الأول المنهج التقليدي، أما في المبحث الثاني فقد تناولت المنهج التحليلي. أما الخاتمة فتضمنت الحديث عن ابرز النتائج التي توصلت إليها. إن هذا الكتاب بفصوله الثلاثة تشكل وجهات نظر تسعى للوصول إلى درجة القبول لا الكمال، فالكمال لذي الكمال، لذا فهو لا يخلو من هفوات، وكفى أن غايتي هي خدمة الحقيقة والإسهام في رفد مكتبتنا الأدبية.