وصف الكتاب:
تتقدّم الراوية اليوم بوصفها الفن الكتابي الأكثر تداولاً في مجتمع القراءة في الوطن العربي والعالم أيضاً، ففي الوقت الذي كان يوصف الشعر بأنه ديوان العرب في الثقافة العربية القديمة فقد تحوّلت الرواية الآن لتصبح ديوان العرب بدلاً من الشعر، وقد تنوعت أساليب الكتابة الروائية وأشكالها ومضامينها وحالاتها على نحو غزير، حتى أن الكثير من المدافعين عن هيمنة الرواية باتوا يعتقدون أنها تمثل جنساً أدبياً مستقلاً وليس نوعا من أنواع السرد القصصي بحسب التقسيم الأجناسي التقليدي، وحين النظر إلى الرواية بوصفها عالما سرديا متكاملا يجب البحث في طبيعة البناء التشكيلي الروائي، إذ لا يمكن فهم أي عمل روائي من دون معرفة آليات تشكل هذا العمل على المستويات كافة. يشكل الفضاء الروائي الذي يمثل المكان والزمان والرؤية بحسب المصطلح السردي العنصر السردي الأكثر أهمية لفهم الرواية، فهو العمود الفقري لها، وعن طريق الفضاء السردي في الرواية يمكن معرفة النوع السردي والتفريق بين القصة والرواية، إذ إن فضاء القصة القصيرة فضاء محدود على مستوى المكان والزمن والرؤية في حين الفضاء الروائي فضاء مفتوح ومتعدد على المستويات ذاتها، فضلا عن الزخم الذي تتمتع به الشخصيات على مستوى الحضور ولاسيما في (رواية الأجيال) التي تحظى بزخم هائل في الشخصيات. وبهذا يكون الفضاء الروائي الشرط الأبرز والأهم والأخطر في عالم الرواية المتكامل.