وصف الكتاب:
يشكل التراث هوية الأمة وشخصيتها القومية والحضارية، والعودة إلى التراث، عودة إلى المنابع البكر للحضارة البشرية، لذلك شكل التراث أهمية بالغة في الأدب العربي؛ فأخذ الأدباء ينهلون منه لتأكيد نوازعهم النفسية والقومية والوجدانية ومواقفهم الفكرية. ولم يقتصر الأدباء في توظيفهم للتراث على تراث أمة دون غيرها؛ لأن التراث منجز حضاري للإنسانية جمعاء، ومن هنا جاء اتساع حقل التراث. سطر السياب خارطة في صفحة الشعر العربي الحديث، وهو من أهم الشعراء الذين حددوا معالم الشعر الحر في منتصف القرن الماضي، وقد احتل التراث مساحة واسعة من شعره، وغدا حقلا خصبا للدراسة، ووسيلة فنية، ذات أبعاد دلالية متعددة. وقد تمثل دور هذه الدراسة في احتوائها على أهم المعالم التراثية التي برزت في شعر السياب؛ إذ تحاول استجلاء معالم التراث، وتجيب عن مجموعة من الأسئلة التي تثير قضايا التطور والأصالة في شعر السياب، وقد كان النص الشعري هو الهدف والمحور الرئيس في الدراسة. وجاء البحث في مقدمة وتمهيد وخمسة فصول وخاتمة، تبعتها بالمصادر والمراجع.