وصف الكتاب:
قد تضمنت دراستنا ثلاثة فصول، يسبقها تمهيد نظري يبحث في (المقولات والتمثلات التنظيرية لمفهومي تعدد الأصوات ووجهة النظر في النقد الحديث)، وقسم على محورين، دار الأول في فلك التنظير للرواية المتعددة الأصوات من حيث المفهوم والتأسيس، أما الآخر فدار في فلك مفهوم وجهة النظر وتحولاته في النقد. في الفصل الأول تناولنا وجهة النظر على المستوى الأيديولوجي، وقدمنا له بمدخل يبحث في مفهوم الأيديولوجيا لدى النقاد، وبشكل خاص لدى باختين، وأوسبنسكي. تلاه مبحثان، تناول الأول اللاتجانس ومديات تحققه في الرواية العراقية التي تحمل ملامح تعدد الأصوات وأبعادها، أما الثاني فتناول الموقف والتقويم الأيديولوجي فيها. وفي الفصل الثاني المعنون (وجهة النظر على المستوى التعبيري)، قدمنا له بمدخل نظري عن أهمية تعدد اللغات والأساليب وتنوعها في الرواية، تلاه مبحثان، تناول الأول التعدد اللغوي في الرواية العراقية، من حيث التنوع في اللهجات، فضلاً عن دور الأشكال السردية في تحقيق جانب من التعدد اللغوي فيها، أما المبحث الثاني فتناول طبيعة الأساليب السردية التي اعتمدتها هذه الروايات. أما الفصل الثالث، فقد تناولنا فيه (وجهة النظر على المستوى النفسي، والمكاني، والزماني)، وقدمنا له بمدخل، بيّنا فيه طبيعة هذه المستويات، ومديات ارتباطها بالراوي، من حيث موقعه، ودرجة معرفته، وعلاقته بالشخصيات. تلاه مبحثان، تناول الأول المستوى النفسي، وتناول الآخر، في شقين، المستويين المكاني والزماني. تهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن مسألة مهمة ومعقدة في الرواية العراقية، هي مسألة تعدد الأصوات، ومقدّمة من أجل التعريف بالخصوصية البنائية لها، وهي لا تدّعي الشمولية والاكتفاء، بل هي محاولة تسعى لفتح المجال واسعاً أمام الباحثين للبحث في هذا النوع من الروايات، التي تضم في نصوصها مستويات وعي متعددة ومستقلة، وتتشظى فيها المركزية أياً كان نوعها. وتترك هذه الدراسة الأبواب مشرعة للباحثين، لأن يدلوا بدلوهم في هذا المجال الواسع، والمليء بالإشكاليات.