وصف الكتاب:
تعد `` القصيدة المركزة`` من المصطلحات النقدية الحديثة، التي يقترحها البحث بديلاً عن مصطلح `` القصيدة القصيرة`` نظراً لأنه بعد دراسة مستفيضة ودقيقة لمصطلح `` القصيدة القصيرة``، وجدناه لايقوم على أرضية اصطلاحية قوية، تحددها أسس نقدية معينة وواضحة، ولربما كان شكل القصيدة وحجمها السبب الرئيس والمباشر لوضع ذلك المصطلح من دون النظر الى بقية أجزاء القصيدة وتفاصيلها ومكوناتها، ومدى إنتمائها الى الفضاء الاصطلاحي للمصطلح، فضلا عن ذلك نجد أنّ جميع النقاد الذين عاينوا مصطلح `` القصيدة القصيرة``، تحدثوا على نحو أو آخر عن مفهوم التركيز الذي يعد من الأسس المهمة التي تحكم فضاء هذا النمط من القصائد. ومن هنا كانت لتلك الاشارات النقدية الخاطفة والمتفرقة في الكتب التي تحدثت عن `` القصيدة القصيرة `` دور مهم في التنبيه إلى مصطلح ``القصيدة المركّزة``، فبعد دراسة معمقة لمصطلح `` القصيدة القصيرة `` ومقاربة قصائدها والكشف عن مؤونها الشعرية من حيث الشكل والمكونات، وجدنا أن مصطلح `` القصيدة المركزة`` هو الأقرب إليها، من سابقها `` القصيدة القصيرة ``. تقوم خطة البحث على تمهيد وثلاثة فصول، جاء التمهيد على محورين، حاول المحور الأول بناء أرضية اصطلاحية قوية لمفهوم `` القصيدة المركزة ``، من خلال معاينة بعض الأحكام النقدية التي أصدرها النقاد القدامى في بعض المواقف، والتي تقترب على نحو أو آخر من فضاء مصطلحنا الحديث، ومن ثم الانتقال عبرها لبيان مفهوم النقاد المحدثين حول هذا المصطلح، وقد جاء على شكل إشارات ضمن دراسة القصيدة القصيرة، فضلا عن مفهوم التركيز الذي جاء منفصلاً عن تلك الدراسات، ودار المحور الثاني حول (وحدة التشكيل)، وسعينا في هذا الجزء الى إيراد بعض الأسس النقدية المهمة، التي من خلالها يمكن الاهتداء الى نمط `` القصيدة المركزة``، وهذا بدوره يؤكد شرعية المصطلح، ويعطيه قوة تداولية كبيرة تساعده على الانضمام الى فضاء المصطلحات النقدية الأخرى.