وصف الكتاب:
حاول هذا البحث الموسوم بـ(الصورة الفنية في شعر ابن زيدون) أن يزيح الغموض عن هذه التجربة الشعرية المعقدة، مستعيناً بالنظريات النقدية الحديثة في وضع تصوره النظري للصورة الشعرية؛ بوصفها خاصية الشعر الرئيسة، وموظفاً ما أمدته به المناهج الحديثة من أدوات في العثور على مفاتيح النص الزيدوني (الرموز) التي ولج بها فضاء النص، منقباً في تفاصيله عن مظاهر الثراء فيه، ومستكشفاً النظام العام الذي يحكم هذه المظاهر. بين المقدمة والخاتمة، انتظمت هذه الكتاب فصولاً ثلاثة، وكذلك الفصلان الثاني والثالث؛ كما ذيل كل منهما بتركيب. - مدخل الكتاب إشكالية النص والمنهج، وارتكز في دراسته لهذه القضية على السؤال التالي: كيف يمكن الاستفادة من المناهج والنظريات النقدية الغربية الحديثة في مقاربة النصوص الشعرية العربية القديمة؟. - وتوصل الفصل الأول إلى صياغة مفهوم نظري لمصطلح (الصورة الشعرية)، بعد أن درس عناصرها التي تتداخل في تشكيلها، ثم عدد أنماطها. - وبين مدخل الفصل الثاني أهمية حصر الرموز وتصنيفها واستخلاص دلالاتها في دراسة المتون الشعرية. - وتتبع الفصل الثاني العناصر الحسية التي وظفها ابن زيدون في تقديم تجربته الشعرية، وحدد الدلالات التي تتفتق عنها. - وأرجع التركيب تركيز الشاعر على رموز بعينها إلى علاقته الخاصة بالأشياء، وفسر اهتمامه بما اهتم به منها، وإهماله لما أهمل. - وحدد مدخل الفصل الثالث الذوات التي سيطرت على مساحة النص الزيدوني، وأشار إلى أن الذوات - في أي نص - تتفاعل فيما بينها، وترتبط مع مكونات محيطها بأنظمة علاقات يهدف العمل النقدي إلى الكشف عنها. - ورصد الفصل الثالث - من خلال تحليل مجموعة من النصوص التي تم اختيارها بدقة - حركة هذه الذوات، وحدد خصائصها، وكشف عن دلالاتها الرمزية. - وعرض التركيب نتائج الفصل بشكل موجز ومكثف. - أما الخاتمة فكانت سرداً مركزاً للنتائج التي توصل إليها الكتاب واستكشفها بعد الدرس والتحليل لنصوص ابن زيدون الشعرية. وبخصوص المنهج، فقد أشار مدخل الكتاب إلى أن النص هو الذي يحدد المنهج الذي يلائمه، ولما كان المنهج الأسلوبي يركز على العلاقات القائمة داخل النص، ويهتم ببنياته المتعددة في تشابكها وتفاعلها، دون أن يغفل حضور الخارج فيه، فقد تم توظيفه في تحليل النصوص ومقاربتها، كما استفاد التحليل أيضا من المنهجين البنيوي والنفسي.