وصف الكتاب:
إن تعميق الخلاف بين الأنا والآخر دعت الكاتب إلى دراسة الصورة التي يرسمها الأنا في ظل هذا الخلاف، ووجد أن حال الأنا والأخر في ظل أجواء مجتمع الأندلس والمغرب انذاك لا يختلف عن حالنا اليوم، ولاسيما أن هذه البلاد قد واجهت عدوان الروم والفرنجة عليها فضلا عن الصراع الدائم بين دول شمال الأندلس فشتالة وليون ونبارة وبلاد الأندلس على مر العصور، واستمر الصراع على مدى ثمانية قرون، فاختلطت فيها الأفكار الدينية بالسياسية. اذن لابد من دراسة الصورة التي رسمها الشاعر الأندلسي والمغربي لهذا العدو الخارجي، والصورة التي رسمها للآخر من أفراد مجتمعه بعد تأثرهم مما يدور حولهم من صراع وقتال واستيلاء على المدن والحصون، وقتل وهدم وتشريد، وقد وجدنا بين ركام تلك الصور المعبرة عن المآسي صورا جميلة رسمت للمرأة في المجتمع، وصورا للتسامح بين الأعراق والأديان، وكان الاعتراف بالآخر حقيقة موجودة على أرض الواقع، وصورا للطبيعة الأندلسية التي استعار لها الشاعر الأنسنة وشخصها لتكون مقبولة في مجال الآخر، ووضع عليها لمسات من العاطفة والوجدان. تتألف الدراسة من مقدمة وتمهيد وثلاثة أبواب، الباب الأول: صورة الأخر الإنسان، وفيه: الفصل الأول: صورة الآخر الجنس، والفصل الثاني : صورة الآخر العرق، والفصل الثالث: صورة الآخر الدين، والفصل الرابع: صورة الأخر طبقات المجتمع. والباب الثاني: صورة الآخر غير الإنسان، وفيه: الفصل الأول: صورة الآخر عناصر الطبيعة، والفصل الثاني: صورة الآخر الزمان والمكان. والباب الثالث: خصائص صورة الأخر، وفيه: الفصل الأول: اللغة وأسلوب التركيب، والفصل الثاني: أنماط صور الآخر، والفصل الثالث: الصورة البديعية . وتنتهي الدراسة بخاتمة وقائمة للمصادر والمراجع. هذه الدراسة تمتاز عن الدراسات الأخرى أنها شاملة، فقد استوعبت جميع صور الآخر الإنسانية وغير الإنسانية، وحاولت سبر أغوارها الإجتماعية والنفسية، وعملت على تحليل شخصية الآخر وما أحيطت بها من من اضافات ولمسات غيرت من واقعينها.