وصف الكتاب:
تكللت فيه جهودها القيمة في صياغة نظريتها حول التجنيس العابر والتي سعت إلى تكريسها عبر أبحاث ماضية في مناسبات عدة. وقد طرحت الدكتورة هناوي في كتابها تأسيساً أكاديمياً لتوصلاتها في الموضوع، والمطروحة لأول مرة عبر معالجات إجرائية وتنظيرية حفلت بها أبواب الكتاب وفصوله الكثيرة التي بنيت على منحى مستحدث ينظِّر للأجناس العابرة، منطلقًا من فكرة الغوص في العملية التجنيسية، وقوفًا على خصوصياتها ومرورًا بملابساتها، بقصد استكناه غاياتها ومعرفة مواضعاتها. والعابرية تعني إمكانية تخطي الحد والتجاوز على القالب من أجل إنتاج إبداعي يجسد الأصول لأجل أن يتجاوزها، وينحو منحى محدداً ليغرس الجديد فيها. وما بين الولادة الشرعية لجنس لم تعد المحصلات النظرية تسمح بولادة غيره، وبين التفريع والتوليد لأنواع تنضوي هجينة بين جنسين أو أكثر، يتأتى تتبع الكتاب لمسألة العبور الذي ترتهن مدياته بالكيفية التي بها يملك الجنس الأهلية لتوسيع مساحته وردم الفجوات بالخرق والتجاوز والهضم والامتصاص والضم والصهر والذوبان. تقول المؤلفة: إن وجود نصوص عصيًة على التجنيس، والإحساس بالحيرة في وضع تحديد إجناسي لما سيتبدد أمام سيولة التجنيس العابر، لكن باشتراطات التوليف والصياغة والضم للأساليب والبني والإطارات. وهذا الأمر لا ينهي حيرة المبدع والمتلقي فقط؛ بل يفتح باباً أوسع للتجريب والإبداع جديدة وتغريباً داخل قالب الجنس العابر، كما تتاح للعملية الإبداعية ممكنات جديدة لم تتحها من قبل نظرية الأنواع ولا نظرية الأجناس ولا نظرية التداخل الأجناسي. وبالعبور بين الأجناس تتحجم المحاولات التي تستسهل ولادة أجناس جديدة، وتتضاءل دعوى التبشير بها، كما تضاءل القول ببقاء الأجناس الأدبية التي كانت يوماً ما تسمى کبری ونوصف بالأساسية. وبالجنس الأدبي العابر يندمج الحد بالحدود في قالب واحد سيولةً ومرونةً واحتواءً من دون أن يفقد القالب استغلاله وفرداته، وبقصيدة النثر والرواية والقصة القصيرة والمقالة تتوکد عملية العبور الأجناسي طبيعية ومعاناة من أي اضطراب أو تشكيك، لأن فيها تتمتع هذه الأجناس الأربعة بالمرونة انفتاحاً على غيرها من الأشكال والأنواع والأجناس التي تتداخل معها، وقد تنضوي فيها، جاعلة من هذه الأربعة وحدها أجناساً عابرة.