وصف الكتاب:
في عالم تتسارع به خطوات العمل والسعي نحو التميز والتفوق بين مختلف المنظمات، والذي دفع باتجاه ايجاد منظمات مختصة تعمل على وضع معايير وموازيين خاصة لمتابعة التقدم الحاصل في المنظمات المختلفة والتعليمية في مقدمتها خاصة بايجاد معايير لضمان الجودة في التعليم العالي ومعايير خاصة بمنح شهادات الاعتماد الاكاديمي، ونظرا لما يمثله التعليم العالي بمختلف تشكيلاته (الجامعات والهيئات والمراكز العلمية والبحثية...الخ)، المحور الأساس في اهتمامات الدول والحكومات المختلفة، وأن قياس أداء هذه المؤسسات العلمية والبحثية ومن ثم تتبٌّع مؤشرات الجودة على مستوى الكليات والاقسام العلمية والادارية الموجودة فيها يزيد من صعوبة المهمة، وعلى الرغم من ذلك نجد ان دول العالم المتقدمة وأغلب الدول العربية والاقليمية المجاورة للعراق توجهت مؤخراً نحو إيجاد مقاييس ومعايير لضمان جودة التعليم العالي والاعتماد الدولي، وتاسيس هيئات وطنية مختصة بمتابعة تطبيق متطلبات جودة التعليم العالي. ونظراً لاهمية الجودة والاعتماد في التعليم العالي فأن الدراسات التي تناولت هذا الموضوع قد تنوعت بشكل يمكن القول عنه أنها قد هيأت وبشكل كبير لانطلاق ثورة خاصة بمستويات التعليم على وفق القياسات العالمية، بشكل يتطابق مع مواصفات معتمدة دولياً، فخدمة التعليم العالي قد تطورت واصبحت لها مواصفات ومعايير تحدد مستوى القبول العالمي لها من خلال ايجاد منظمات متخصصة تسهم في بناء وتحديد المتطلبات الخاصة باعتماد التخصصات العلمية او اعتماد الجامعات والكليات والاقسام العلمية ومنحها شهادة بذلك الاعتماد الذي يراجع بعد مرور مدة زمنية محددة للتأكد من استمرار التوافق مع المواصفات المعتمدة. كما يُعد التعليم العالي المحور الذي تبنى عليه مجمل التطورات الاجتماعية والاقتصادية والعلمية، بسبب دوره الكبير والمؤثر في تقدم البلدان والمجتمعات استناداً الى طبيعة مخرجاته المرتبطة بالنتاجات العلمية والبحثية ومجمل متطلبات العملية التعليمية باتجاه تدعيم الموارد البشرية في اطار معايير الجودة. تُعد متطلبات ادارة الجودة الشاملة من الامور المهمة للتعليم العالي، فمن خلال استخدام تلك المتطلبات يمكن العمل على تطوير انظمة التعليم العالي، والتحسين المستمر للوصول الى اعلى مستويات الجودة، في تقديم الخدمات التعليمية وتطوير التطبيقات الادارية المعتمدة. هناك منظمات عربية واجنبية يمكن الافادة من خبرتها لعمل نموذج عراقي للجودة والاعتماد يتوافق مع متطلبات البيئة الجامعية في العراق. تنوع وتعدد الجوائز التي تمنح للمنظمات التي تتوافق اعمالها مع متطلبات الجودة وبمختلف القطاعات و منها التعليمية. وتقريباً اصبح لكل بلد اليوم جائزة او مواصفة خاصة به تمنح لتلك المنظمات المتميزة باعمالها. هناك عدد متزايد من المؤشرات و النماذج الخاصة بوضع الجامعات العالمية في ترتيب وتصنيف محدد مبني على اساس متطلبات محددة. ولكنها لا تضع اي جامعة عربية ضمن تصنيفاتها. على الرغم من التوجه للحصول على شهادات الاعتماد وحصول بعضها على الاعتماد. وجاء الكتاب الحالي ليقدم مفردات جودة التعليم العالي و متطلبات الاعتماد الاكاديمي بالشكل الذي يساعد الباحثين و المهتمين و المؤسسات التعليمية للتعامل مع المفردات العلمية و الاجراءات التطبيقية و نماذج كل منها، بما يتوافق مع حاجة الجامعات العربية لتحقيق اهدافها في الدخول في التصنيفات الدولية و الحصول على شهادات الاعتماد الاكاديمي.