وصف الكتاب:
إن الجامعة هي المؤسسة الأقدر على بناء الشخصية, وغرس القيم والفضائل, والشعارات والنظريات, وتحويل هذه الشعارات والنظريات إلى واقع عملي, وهي الأقدر على الاتصال بالمجتمع الخارجي بكل مؤسساته, لكونها تقوم بوظيفة التدريس, والبحث العلمي, وخدمة المجتمع. وكما هو معروف فإن البحث العلمي المنظم هو الذي يوفر للأفراد والمؤسسات المعاصرة القاعدة الصلبة لاتخاذ القرارات المناسبة التي تساعدها في انجاز أهدافها المرجوة بحسب الأولويات المقررة. وعلى صعيد وظيفة البحث العلمي فإن الجامعات تسعى إلى توظيف البحث العلمي لخدمة المجتمع وإنتاج المعرفة بما يحقق التدريس الفعال وبذلك تصبح الجامعات قادرة على تحمل المسؤولية الاجتماعية التي فوضها المجتمع إياها. كما أن أحد معايير تميز الجامعة هو مدى مساهمتها الفاعلة في تطوير البحث العلمي, لذلك فإن تطوير الوظيفة البحثية للجامعات أضحى جزءاً من مشروع مستقبلي لتطوير الجامعات العربية وربطها بالمجتمع. ويأتي ذلك من خلال وضوح رؤيتها ورسالتها وأهدافها المنوطة بها حتى تسهم في تحقيق التعاون المستمر والمثمر لجميع العاملين بها حتى يمكنها من تحسين وتطوير أدائها وعليها أن تسعى لإعداد الكوادر البشرية المؤهلة تأهيل علمي وإداري لرفع مستوى أدائها الجامعي في مختلف الجوانب باعتبارها من أهم المؤسسات المجتمعية التي تسهم في وضع وتقدم ورخاء الأمم, بما تمتلكه من إمكانيات علمية وبشرية تمكنها من قيادة حركة المجتمع وتوجيه عمليات التنمية. و يعتبر موضوع ``الأداء`` من أهم الموضوعات التي شغل بال المسئولين في جميع الدول المتقدمة والنامية على السواء. وبقدر تلك الأهمية القصوى لموضوع ``الأداء`` وخطورة تأثيره في حياة الأفراد والمجتمعات بقدر ما حظ هذا الموضوع باهتمام كبير من جانب العديد من الباحثين والمنظرين, فتعددت الدراسات حول ماهية الأداء, ومحدداته, وكيفية قياسه, وأصبح الفكر الإداري متضخماً بالعديد من المفاهيم والمداخل التي كانت تبحث دائماً عن الأداء الفعال, ذلك الأداء الذي يعكس القدرة على تحقيق الأهداف المطلوبة.