روائع التبيان في استعارات القرآن دراسة تطبيقية في أمثلة من الاستعارات القرآنية
- سنة النشر: 01 Jan 1970.
- عدد مرات التحميل: 502882 مرّة / مرات.
- تم نشره في: الإثنين , 14 ديسمبر 2015م.
وصف الكتاب:
الحمد لله الواحد الديَّان، خلق الإنسان علمه البيان، وميَّزه على سائر مخلوقاته بالعقل واللسان، وأضاء بصيرته وبصره بنور القرآن، والصلاة والسلام على إمام المتقين، أفصح الناطقين، وأبلغ المتكلمين، نبي الرحمة ورسول الهدى محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد.. فما يزال القرآن الكريم وردا مورودا تترافد عليه الهمم، على تقادم الزمن، ومرِّ الأيام، وما يزال نبعا صافيا، وثمرا دانيا، أعجز بعجيب نظمه الأولين، وتقاصر عن الارتقاء ببلاغته ذوو الإفهام من الآخرين، فلا تنقضي عجائبه، ولا تنتهي غرائبه، فوجدته أشرفَ كتاب، وأعذبَ بحر أغوص في لُججِه وأنتقي من درره، بعض عجائب إعجازه؛ لعلي أخرج ببصيص من نور على طريق التعبير القرآني، يهتدي معي إليه الباحثون، فكان القرآن الكريم محلّ عنايتي، وشاغلا لفكري، ففي نظمه أمثولة قادت اللسان العربي إلى مستوٍ تعبيريِّ راق، وسيل من البلاغة رقراق. إن دراستي هذه تحاول إعطاء تصوّر للقيمة البلاغية للاستعارات القرآنية في منظومة الوسائل التي تسهم في التعبير القرآني، وقد سبقتني دراسة الدكتور أحمد فتحي رمضان الموسومة بـ ((الاستعارة في القرآن الكريم))، وقد أفدت منها وحاولت الانطلاق تجاه خصوصيّة نمط الاستعارة في التعبير لتجاوز حدود العمل البنيوي للاستعارة. لقد قامت دراستي على رؤية منهجية محاولة تجاوز التقليدية على أساس جملة من التحوّلات والمفاهيم، فكان المنهج الذي اتبعه البحث وصفيّا يميل إلى التحليل معتمدا مبدأ (الانتقاء) في تحليل نماذج من الاستعارات القرآنية بأنواعها المختلفة، وكان هذا المبدأ يميل إلى شموليّة في الرصد الفني للمظاهر البيانية في التعبير. وقد تطلب المنهج تقسيم الموضوع على تمهيد تلته ثلاثة فصول وخاتمة تضمنت أهم النتائج والمعطيات التي رصدها الباحث خلال مسيرته في رحاب التعبير القرآني، وقد تناولت الرسالة اثنينيّة الثبات والتحوّل في الاستعارات التصريحيّة في أول فصولها على أساس ما يتحقق من تحوّل في الشكل والمضمون عند توظيف الاستعارة، وقد رأى الباحث أن يدرس الاستعارة التمثيلية وسياقاتها ضمن هذا الفصل (مع الاستعارة التصريحيّة)؛ لأنها الأقرب إليها إجرائيا، أما الفصل الثاني فقد كان أكثر تفصيلا لتنوع دلالات التشخيص والتجسيم في إضفاء الصفات الإنسانية على الجمادات والمعنويات؛ إذ اعتنى هذا الفصل بمظاهر هيمنة الشكل الفيزيائي على المعنويات، وقد ضم مبحثين سبقتهما توطئة، تحدث المبحث الأول عن دلالات الاستعارة في التجسيم وما تحققه من تأثير، وتحدث المبحث الثاني في التشخيص وعلاقاته التصويرية بالذات الإنسانيّة وغيرها. أمّا الفصل الثالث فقد ذهب البحث فيه إلى دراسة التحوّل المجازي في أمثلة من الاستعارات القرآنية، وقد ضم الفصل مباحث عدة اهتمت بدراسة الدلالة النفسية والفكرية، كما ضمت الصورة والدوال في أمثلة استعارية روعيت فيها شمولية التصوّر في الجانب الدلالي. قد واجه البحث صعوبات جمة أظهرها كثرة الدراسات التي تناولت الاستعارات القرآنية، فقد كان البحث يزرع أفكاره في أرض غير خصبة، كما أن تداخل الأنماط جعلت من رصد الاستعارة في سياقها التعبيري أمراً فيه شيء من التعقيد، فكان لزاما على الباحث أن يكون حذرا في تتبع مظاهر التعبير، فاستعان بكتب التفسير الأولى ثم المظّان العربية الأصيلة. وأخيرا أقول: إن دراستي هذه كانت تحاول أن تحقق جانباً من المنجز العلمي لخدمة كتاب الله، وما كان ذلك ليتحقق لولا فضل الله، ثم الأستاذ الدكتور إياد عبد الودود عثمان الحمداني الذي كان موجّها مرّة، وناصحا مرّة، وموضحا أخرى على طول فصول البحث؛ فجزاه الله عني خير الجزاء وجعله في ميزان حسناته يوم القيامة، كما أتوجه بجزيل الشكر والامتنان إلى أساتذتي في قسم اللغة العربية فمن علّمني حرفا ملكني عبدا، هذا وأحمدُ الله حمدَ الشاكرين وأستغفره استغفار المذنبين، وما قَصَدْتُ بعملي هذا إلا وجهه الكريم، فإن أصبتُ فهو المنّان، وإن أخطأت فهو حسبي والحمد لله ربّ العالمين.
