وصف الكتاب:
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا. والسلام على نبينا محمد رسول الله (e). ما زال المسلمون على منهج سلف الأمة, وعندما بعث الله تعالى نبينا محمدا(e) للناس كافة رحمة للعالمين, وأنزل عليه كتابا تبيانا لكل شىء , فكان رسول الله(e) هو من يبين عن الله سبحانه أمره وما أنزله في كتابه وما شرع به من أحكام وفرائض وموجبات وآداب وآثار, مقيما على الناس حجة الله تعالى على خلقه, مما أدى عنه وبين مادل عليه من محكم كتابه ومتشابهه وخاصه وعامه ناسخه ومنسوخه وما بشر ونذر فقال تعالى: فلبث على ذلك حتى وافاه الأجل. وقد سار على منهجه أصحابه الذين اتبعوه وأطاعوه في أمور دينهم ودنياهم, مسلمين أمرهم إلى العزيز الحكيم, فحفظوا ما أملى عليهم من قول وفعل واتبعوا منهجه بعقولهم وقلوبهم بغير زيغ أو تحريف مؤمنين بأحكامه غير متقولين, فإن عارضهم شيء من المتشابهه, ولم يتمكنوا من إدراكه تركوه على ظاهره وفوضوا أمرهم إلى الله سبحانه وتعالى لقوله عمل أصحاب النبي محمد (e) على نشر هذا الدين إلى الناس وفتحوا البلدان والأمصار مبشرين بكتاب الله وسنة نبيه, كل منهم بما عرفه, ثم خلفهم التابعون ومن تبعهم فحافظوا على هذا الدين وتحملوا في ذلك المشاق وبذلوا النفس لأجله, في الوقت الذي ظهرت فيه فرق منحرفة أطالت بفتنتها كتاب الله, في وقت شهد فيه العالم الإسلامي نهضة فكرية واضحة المعالم في جميع الميادين وازدهرت الحياة الاجتماعية وتطورت العلوم العقلية والنقليه. وكان من الأسباب التي دعت لاختيار البحث ميدانا للدراسة أمور عدة هي, التعرف الى مؤسس الفرقة الكرَّاميه وهو محمد بن كرَّام وأتعرف الى علاقته بالفرق الأخرى ولاسيما علاقته بأهل السنة والجماعة والمبادئ والأفكار التي جاءبها للناس لكسب أكبر عدد ممكن من الناس لنصرة ملته.وقد اقتضت طبيعة الدراسة أن تقسم الرسالة على أربعة فصول تناول الفصل الأول, حياة محمد بن كرَّام فقد تم تقسيمه على مبحثين, المبحث الأول تناول أسمه ونسبه ومولده ولقبه. وأما المبحث الثاني فتناول نشأته الأولى وأشتمل على نشأته والرحلة في طلب العلم وأهم شيوخه ووفاته. أما الفصل الثاني فقسمته على مبحثين المبحث الأول تضمن مبادئ الكرَّامية وأفكارها أما المبحث الثاني تم التعرف على أهم أهدافها وكيف انتشرت هذه الحركه. والفصل الثالث تناولت فيه الدور السياسي والاجتماعي للحركه الكرَّاميه وتم فقسمته على مبحثين: المبحث الأول علاقة محمد بن كرَّام بالخلافة العباسية, والمبحث الثاني عن علاقته مع الكيانات السياسية والفرق الدينية. أما الفصل الرابع فتناول الدور الفكري للحركه الكرَّامية واشتمل على مبحثين المبحث الأول, أبرز علماء الكرَّامية والمبحث الثاني أبرز العلوم الني تكلموا بها, وتم استعملت العديد من المصادر والمراجع وكان لكتب الفرق الحظ الأكبر لتناولها الفرق الدينية ومنها فرقة الكرَّامية. ([1]) النحل، جزء من الآية، 44. ([2]) النحل، 64. ([3]) النساء، جزء من الآية، 165. ([4]) آل عمران، الاية، 7.