الجَنَّةُ في الأديان الثلاثة اليهودية- النصرانية- الإسلام
- سنة النشر: 01 Jan 1970.
- عدد مرات التحميل: 502882 مرّة / مرات.
- تم نشره في: الإثنين , 14 ديسمبر 2015م.
وصف الكتاب:
الحمدُ لله الذي خلق الجنة وجعلها دار نعيم وخلود للمؤمنين وحرمها على الكافرين. وجعل افضل نعيمها النظر الى وجهه الكريم والحصول على رضوانه. والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله خاتم الانبياء والمرسلين القائل ” من يدخل الجنة يُنعَّم ولا يبأس لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه، في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر”. أما بَعْد: فإن الإيمان بالجنة ونعيمها جزء من الايمان باليوم الآخر، والايمان باليوم الآخر ركن من اركان الدين الإسلامي الذي رفضته اليهود واختلف فيه النصارى فقال اليهود انما هي الحياة الدنيا وكفى والموت هو الفناء النهائي والعدم واضطربت اقوال النصارى في الجنة ونعيمها فمنهم المقر القانع ومنهم المنكر المانع، وقد عرض القرآن الكريم مقالات الأديان وآراء الملل المختلفة التي كانت وقت التنزيل، وبين اقوالهم في مسألة الحياة ما بعد الموت ووضح أقوالهم بالإيمان بالجنة. وقد ناقش القرآن الكريم المذاهب المنحرفة والعقائد الباطلة، وبرهن على بطلانها وفسادها، ودحض كل فرية، ورد على كل مُزعمٍ. ثم أمر الله سبحانه وتعالى نبيه عليه الصلاة والسلام بتبليغ الدعوة ومجادلة الكفار على اختلاف مللهم وأديان. فبلّغ رسول الله(e) دعوة ربه وأقام الحجة على من خالفه من اليهود والنصارى والمشركين بالدليل الواضح والبرهان البيّن من كتاب ربه وما أخبره به الله سبحانه وتعالى بما في الكتب السابقة. واختياري لهذا الموضوع له اسباب عدّة من أهمها: أولاً: ان موضوع هذه الرسالة لم يدرس من قبل دراسة مقارنة تجمع شتاته المتناثرة في كتب الاديان حول عقيدة الايمان بالجنة عند اليهود والنصارى وتقارنه بما جاء في الاسلام، فكانت هذه الرسالة اسهاماً متواضعاً في بيان الحق عن عقيدة الايمان بالجنة وفق المنهج الرباني الصحيح. ثانياً: اهتمامي بعلم مقارنة الاديان ذلك العلم الذي أبدع به سلف الامة وضيعه الخلف من بعدهم، لعلّي اوقد شمعة على الطريق ليهتدى بها من بعدي. ثالثاً: عدم التطرق الى مفهوم هذه العقيدة في الديانة اليهودية والاضطراب الواضح في مفهومها عند النصارى دفعني لعقد مقارنة مع ما جاء به القرآن الكريم الذي بين بكل وضوح وجلاء اسس هذه العقيدة بالشكل الذي يتماشى مع العقل والمعتقد الصحيح. ولعل من اهم الدوافع التي دعت الباحث الى الولوج في هذا الطريق الغفلة التي يعيشها المسلمون الآن، أو التي أرادها لهم اعدائهم، والتناحر الذي ادى الى تفرقة المسلمين واقتتالهم فيما بينهم، وهو ما يجرى الآن في معظم البلدان العربية. وعلى الرغم من اطلاعي على بعض الكتب حول هذا الموضوع والتي تتطرق اليه من جانب أو آخر الاّ انها لم تمس جوانب معينة من الموضوع- لحد علمي- على الرغم من اهميته وتدرسه تفصيلياً وترد على اليهود والنصارى على نحو مفصّل. وان المنهج الذي اتبعته في دراسة هذا الموضوع فيه محاولة للرد على اليهود والنصارى من جهتين الاولى إسلامية (من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة واقوال علماء المسلمين) والثانية يهودية ونصرانية (من خلال الكتاب المقدس واقوال احبارهم وقساوستهم) لرد دعوى اليهود والنصارى وفق منهج يبين كذبهم وافتراءاتهم ويلزمهم في الوقت نفسه عبر مسلماتهم بما يدل على ان القرآن الكريم جاء مصدقاً لدعوى جميع الانبياء والرسل عليهم السلام. وقمت بعزو الآيات القرآنية الواردة في البحث الى مواضعها في القرآن الكريم بذكر اسم السورة ورقم الآية. كما قمت بتخريج الاحاديث النبوية الشريفة والآثار الواردة في البحث من مصادرها من كتب السنة بذكر الباب والكتاب ورقم الجزء والصفحة ورقم الحديث، ثم الحكم على الحديث سنداً ان لم يكن من صحيحي البخاري ومسلم. لم اترجم لكثير من الشخصيات لكون عملي ليس تحقيقاً واكتفيت بالترجمة للأعلام من اليهود والنصارى لمن أسلم منهم فقط، ولبعض من أحبارهم. وانهيت البحث بخاتمة سجلت فيها أهم النتائج المستحصلة من البحث وتبعتها بقائمة للتوصيات التي أرى انها مناسبة للبحث. وقد قسمت خطة البحث هذا على مقدمة وأربعة فصول وخاتمة، تناولت في: الفصل الأول: تعريف الجنة في اللغة والاصطلاح، وذلك في المبحث الاول، ومن ثم التعرف على الجنة عند أهل الفترات الزمانية والمكانية، وذلك في المبحث الثاني الذي قسمته الى ستة مطالب بشكل موجز لأنني اعتبرته مدخلاً لدراسة رسالتي هذه. أما الفصل الثاني: فقد جعلته تحت عنوان الجنة عند اليهود، وفيه مبحثان، خُصّصَ المبحث الاول منه لبيان الجنة في كتاب العهد القديم، ضمنته ثمانية مطالب تناولت فيها معنى كتاب العهد القديم، وعدد اسفاره، وموقف اليهود والنصارى منه، وقول الاسلام فيه، ثم بينت عقيدة اليوم الآخر عند اليهود، والجنة في كتاب العهد القديم، وما قال به العلم الحديث عن جنة عدن، ثم عقدت مقارنة حول مفردة الجنة بين ما جاء به كتاب العهد القديم وبين ما جاء به القرآن الكريم. وخصّص المبحث الثاني لبيان الجنة عند أحبار اليهود، وفيه اربعة مطالب تناولت فيها مفهوم الخطيئة، ومفهوم الموت، ومفهوم الروح في اليهودية، ثم بيان الجنة عند أحبار اليهود. واما الفصل الثالث: فقد جعلته تحت عنوان الجنة عند النصارى واتبعت فيه نفس المنهجية التي اتبعتها في الفصل الثاني، سوى اني اضفت مطلباً في المبحث الثاني اسميته “غفران الذنوب ودخول الجنة في النصرانية” بينت فيه اوجه غفران الذنوب في النصرانية كما يدّعي النصارى. وكان الفصل الرابع: يتحدث عن الجنة في الاسلام، وفيه مبحثان، وقد أفردت المبحث الاول لبيان الجنة في القرآن الكريم وضمنته ستة مطالب تناولت فيها اسماء الجنة في القرآن الكريم، وبيان فضل الجنة على الدنيا وبيان مراتب الجنة ومنازلها واوصافها ونعيمها، ثم بينت الطريق الى الجنة في القرآن الكريم. اما المبحث الثاني فكان عن الجنة في السنة النبوية المطهرة وفيه خمسة مطالب اتبعت فيه نفس المنهجية التي اتبعتها في المبحث الاول ما عدا المطلب الاول (اسماء الجنة). وقد واجهت بعض الصعوبات في بحثي هذا بسبب حداثة قلمي للكتابة في ميدان مقارنة الاديان، وبسبب ندرة مصادر الاديان الاخرى مما جشمني عناء السفر الى خارج القطر لأكثر من مرة لجلب المصادر المطلوبة. وختاماً فاني لم أدّخر وسعاً او جهداً في إخراج هذا البحث بالصورة المرضية غير أن عمل البشر دائماً محفوف بالخطأ والتقصير، بل إن الخطأ والتقصير من سمات البشر الناتجة عن ضعفه، فما كان في هذا البحث من صواب فمن الله وبتوفيقه، ومن كان فيه من الخطأ فمني وحسبي أني اجتهدت. هذا ما لدّي وأسأل الله سبحانه وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يرفعنا واساتذتنا الى اعلى مراتب الجنة برحمته انه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير، كما أسأله سبحانه ان يتقبل مني عملي هذا وان يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وان يغفر لي خطئي وتقصيري فيه، انه نعم المولى ونعم النصير. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. ([1]) اخرجه مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها واهلها، باب في دوام نعيم اهل الجنة (4/2181) برقم (2836). ([2]) سورة الحج: الآية 17. ([3]) سورة الجاثية: من الآية 24. ([4]) سورة البقرة: من الآية 111. ([5]) سورة النحل: الآية 125. ([6]) سورة النساء: من الآية 28. ([1]) سورة النحل: الآية 125. ([2]) سورة النساء: من الآية 28.
