وصف الكتاب:
"يجب أن يعرف الجميع أن بداخلي ألم إذا تم توزيعه على سكان العالم لكفاهم وفاض، طوال الوقت كنت أشعر برغبة عارمة في الصراخ لكنني لم أكترث لما أرغب به، ولم أنفذ شيئًا منه، منذ متى وكانت رغباتي متاح تنفيذها ببساطة. كنت أخفي كل شيء بداخلي، وكم كنت ومازلت بارع في هذا الأمر لعلي كان يجب أن أصبح ممثلًا كما أراد أبي أن يكون، لعلها جينات متوارثة وهي القدرة على التلون بأي شخصية نريد الظهور بها، لكنني أعتقد أن أبي لو قام بالتمثيل لكان ممثلًا فاشلًا أحمق، فلم يجد بحياته لعب أية أدوار سوى دور الشخصية البغيضة، لم يجد حتى تمثيل دور الأب الجيد ولو لمشهد واحد أتذكره به، لا أتذكر حتى أنه سألني بيوم عن حالي، لا أتذكر منه سوى إيذائه لي. هل تعتقدين أن فكرة التخلص من تلك الحياة لأهرب منها لم تطرأ ببالي، بل طرأت مرارًا ولكنني لم أضعها موضع التنفيذ؛ فقد كنت أضعف وأجبن بكثير من أن أواجه ما حدث لي بإنهاء حياتي.أعتقد أن الانتحار يتطلب شجاعة بالغة، حمقى من يقولون أن المنتحرين ضعاف جبناء بل الحقيقة أن الأشخاص التي لا تزال على قيد حياة لا تشبههم هم الجبناء، لا يملكون شجاعة تغييرها أو شجاعة الهرب منها، ربما هي لذة ماسوشية مقيتة بلعب دورالضحية مترسخة بجانب خفي بعقولنا."