وصف الكتاب:
لا غرو أن اللغة العربية من أجمل اللغات ، وأسماها قدراً ومنزلة ، ذلك أن الله عز وجل قد حياها ، وفضّلها ، وجعلها لسان كتابه العزيز ، لذا كان لا بد من السعي لتعلمها ، وفقها فقهاً سديداً ، والإلمام بمكنوناتها ، وأسرارها ، وعبقريتها ، وشاعريتها ، وجمالها ، وعليه فإن فقه اللغة هو الفهم والعلم والدراية باللغة العربية ، وخصائصها ، وسماتها الدقيقة والخاصة بها ، وهو ما رامه الباحث من خلال هذه الدراسة التي جاءت تحت عنوان " مباحث في فقه اللغة " . أما الأسباب التي دعته للبحث في هذا الموضوع فقد تمثلت فيما يلي : 1- الرغبة في البحث في مثل هذه الدراسات اللغوية العربية التي تعدّ مقوّم أساسي من مقومات الهوية العربية . 2- إماطة اللثام عن كثير من خبايا هذه اللغة الجميلة التي هي بين جهل من أبنائها ، وكيد من أعدائها . 3- التركيز على ما شاع من تهجين لغوي ، وتلوث لساني ، وتداخل لغوي . وإلى هذا ، فإن الخطة التي استقام عليها هذا البحث تمثلت في مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة . أما الفصل الأول فقد جاء تحت عنوان ( فقه اللغة : البحث في المصطلح والمفهوم ) وفيه تناول الباحث جملة من المباحث تمثلت في المدلول اللغوي لكلمة فقه ، ثم المدلول الإصطلاحي ، ثم ليأتي الحديث عن مفهوم اللغة في المعاجم ، وعند أهل الإختصاص ، كما تم تناول مصطلح آخر وهو الفيلولوجيا ، والحديث عن العلماء الأوائل الذي وظّفوا مصطلح " فقه اللغة " . وجاء الفصل الثاني تحت عنوان ( مصادر فقه اللغة وقضاياه ) وفيه دار الحديث عن المصادر القديمة والحديثة . فمن القديمة كتاب ( الصاحبي ، فقي فقه اللغة وسنن العرب في كلامها ) لإبن فارس ، وكتاب ( المزهر في علوم اللغة وأنواعها ) لجلال الدين السيوطي ، ومن الكتب الحديثة كتاب ( فقه اللغة ) للدكتور عبد الواحد وافي ، وكتاب ( فقه اللغة وخصائص العربية ) للأستاذ محمد المبارك ، وكتاب ( دراسات في فقه اللغة ) للدكتور صبحي الصالح ... وغيرها من المدونات . وليدور الحديث من ثم حول ( قضايا فقه اللغة ) ، من خلال تناول مسائل هذا العلم كموضوع الإشتقاق بأنواعه ، ثم الترادف ، والإشتراك اللفظي ، والتضاد ، ثم تعريب الدخيل ثم الإعراب لغة واصطلاحاً ، ثم الحديث عن اللهجة العامية ، والعربية الفصيحة . أما الفصل الثالث فقد دار حول موضوع ( خصائص اللغة العربية وعوامل نموها ) ، حيث تناول الباحث جملة من المباحث تمثّلت في القلب والإبدال ، والقياس والإرتجال ، والحقيقة ، والمجاز ، والتعريب والترجمة . أما المنهج في هذا البحث ، فقد اعتمد الباحث على كلّ من المنهج الوصفي التحليلي ، والمنهج التاريخي .