وصف الكتاب:
لا شك أن العنصر البشري هو أساس الحضارة وعمادها، ومن يعتقد أن تقدم وتطور الحضارة الغربية جاء بفعل التكنولوجيا وحدها فهو مجافي للحقيقة لأن التكنولوجيا لا تنشأ من فراغ بل تحتاج إلى إنسان ليصنعها ويستخدمها، فالتقدم الذي بلغته الدول الغربية جاء نتيجة لإهتمامها بالعنصر البشري والإستثمار فيه وتوفير الظروف الملائمة التي ساعدته على الإبتكار والإبداع والإنتاج. وعليه، عمد المؤلف في هذا الكتاب إستخدام مصطلح تنمية الموارد البشرية بدل مصطلح التنمية البشرية الشائع الإستخدام، وذلك حتى يلفت الإنتباه ويؤكد بأن الإنسان هو مورد شأنه شأن باقي الموارد الأخرى، بل هو مورد غالي ونفيس لأنه هو الذي يستخدم ويحرك باقي الموارد الأخرى ويعطيها قيمتها، وهو مورد لا ينضب كباقي الموارد الأخرى، فكلمة مورد تحمل دلالة لغوية وإقتصادية قوية مفادها أن الشيء له قيمة وهو مهم وضروري ومن ثم لا بد من الحفاظ عليه وحسن إستغلاله وإستثماره. ونظراً لأهمية تنمية الموارد البشرية فقد عملت الأمم المتحدة منذ العقود الأخيرة على إصدار تقارير سنوية حول تنمية الموارد البشرية في العالم، وذلك لتقييم الوضع على المستوى العالمي وإتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الحالات الحرجة ولفت نظر المجتمع الدولي إلى ضرورة التعاون لحل المشكلات المثارة هنا وهناك عبر العالم. ونظراً لقلة المؤلفات العربية حول هذا الموضوع، فقد حاول المؤلف تقديم هذا الكتاب كمحاولة لتسليط الضوء على هذا الموضوع الهام والمتعدد والمتشعب الأبعاد. وقد تم تقسيم الكتاب إلى أربعة فصول، تم التطرق في الفصل الأول إلى تعريف تنمية الموارد البشرية وبيان مرتكزاتها، ثم توضيح أهميتها وأهدافها وأخيراً تحديد مؤشرات قياسها، أما الفصل الثاني فقد تم فيه تناول علاقة تنمية الموارد البشرية بمفاهيم التنمية والمتمثلة في ثلاثة مفاهيم أساسية هي الحق في التنمية والتنمية المستديمة وأخيراً التنمية الشاملة، بينما تم تخصيص الفصل الثالث للحديث عن التحديات التي تواجه تنمية الموارد البشرية وتحديد آليات تحقيقها، أما الفصل الرابع والأخير فقد تم فيه إستعراض واقع التنمية البشرية في العالم العربي بشكل عام وفي الجزائر بشكل خاص.