وصف الكتاب:
يحفل الديوان بصور جميلة وعلاقات حميمة أليفة ترتبط بالطفولة المبكرة ومرحلة الوعي على الأسرة والصداقة البريئة ثم العلاقات الناضجة التي تحمل الهموم والقيم الأساسية، وثمة مرحلة زمنية إيجابية تمثل برزخاً بين الماضي والحاضر، لا تلبث أن تصبح مرحلة متلبسة ليس في الزمان وحسب ولكن في المكان أيضاً: فثمة مكان أمومي يلتبس بالمكان البطريركي، بل يكاد يصبح دار غربة واغتراب، فالفاصل بين المكانين وهمي، وتكاد الآصرة تصبح متلبسة فلا مكان ولا زمان. ولقد استطاعت لغة حصة البادي أن تنهض بمشاعرها وأفكارها، متكئة على لغة حية متوهجة تنقذف من داخلها كالومضة الخاطفة، تنزف من روحها وتنقد من جوهر تجربتها، تنأى عن التقليد وتشتبك مع مزاج العصر وروح الحداثة الجديدة محطمة العلاقات اللغوية والتقليدية، مستقيدة من التناص الذي يطلق فضاء النص الشعري التراثي في فضائها ويسحب كل متعلقاته ودلالاته إلى عالم تجربتها الجديدة.