وصف الكتاب:
نبذة الناشر: من الصعب أن يأتي شخص ما من الماضي ليختزل الزمن حتى يصل إلى المستقبل، إلى المجهول، إلى الضياع والحيرة، ولكن الأصعب أن يعود شخص من المستقبل ليعيش الماضي وهو يعلم أي نوع من الآلام سيواجه، وأي عبثية ستكون عليها محاولاته لصنع مستقبل يستحق أن يعيشه. الحالة الأولى سوف تُمثلها في الرواية "ناتاليا" التشيكية العائدة من الماضي، أما الحالة الثانية سوف يُمثلها "بلال" العراقي القادم من المستقبل. هذا الثنائي الذي لكل واحد منهما وجهته وقصته هما لا يعرفان بعضهما البعض، ولكن سوف تجمعهما عربة قطار في لحظة زمنية واحدة يمران عبرها بحقل كهرومغناطيسي لمحطة نووية قريبة من مكان تواجدهم في هذا القطار، وبالتالي ستأثر على موجات دماغهما بشكل يفتح ثغرة في الزمان وستقود كل واحد منهما إلى زمن غير زمانه ولسان حالهما يقول هل يُمكن العودة إلى نقطة البداية؟ هذا ما يقوله الدكتور جاسم محمد عبود في روايته «كايروس» وفيها يركز على فكرة السفر عبر الزمن، ويفعل الكاتب ذلك عبر التفافه على نوع من أنواع التجريب الروائي المتمثل بتجاوز الرؤية الموضعية المحدودة للكون وجعلها تلامس مسائل أكثر إثارة وتشويقاً للقارئ، مستعيناً بما نُشر من أبحاث علمية حول هذا الموضوع... ويبقى السؤال: هل يُمكن للإنسان الانتقال عبر الزمن؟ قدّم الروائي الدكتور جاسم محمد عبود لروايته هذه بمقدمة يقول فيها: "لطالما كان هاجس الإنسان البحث عن فرصة أخرى لتصحيح الأخطاء والاستفادة من التجارب الفاشلة، ولكن الفرص لا تتكرر في الغالب... أم تراها تتكرر؟ أحياناً تكون حكاياتنا واقعية وأشخاصها حقيقيين، وأحياناً تكون حكاياتنا رمزية وخيالية وكل شخصية فيها تتحدث عن عالم كامل؛ عالم يمتزج فيه الواقع بالخيال الإنساني الذي لا يعرف الحدود.. ولأجل ذلك العالم الذي يتلاشى فيه الحد الفاصل بين الحقيقة والخيال حتى لا يكون أكثر من مجرد خيط دقيق يسمح أحياناً بامتزاج الاثنين كتبت هذه الرواية". من أجواء الرواية نقرأ: "... المفهوم الثاني للزمن رمز الإغريق له بالاسم (كايروس) وجعلوا له إلهاً مسؤولاً عنه أسموه (سيروس)، مفهوم الكايروس هذا يشير إلى زمن متقطع ولكنه مهم، تلك اللحظة التي على الإنسان أن يعيشها ويستغلها لتترك في حياته، بل في حياة البشرية معنى وأثراً، وهذا الزمن هو الوحيد الذي يجب على الإنسان أن يعتد به ويقيم له حساباً، لأنه الزمن المتغير الذي يمكن أن يتحكم به الإنسان ويغير نهايته. (...) ما يهم الإنسان هو الكايروس، الفرصة، اللحظة الحرجة في اتخاذ القرار، الزمن المناسب للإقدام على عمل ما، فيكون العامل الحاسم للنجاح، وفي النهاية ما يُحسب من أعمارنا هو الكايروس...".