وصف الكتاب:
كتاب يقوم علي تقديم قراءات نقدية لكتب قرأها المؤلف وتأثر بها وفي إطار هذا تعرض الكاتب لكتاب الخيال السياسي للاسلاميين للدكتورة هبة عزت والذي أكد علي تشتت مضمونه حيث قال عنه هذا الكتاب جذبني عنوانه وأرهقني مضمونه. الكتاب بعنوان "الخيال السياسي للإسلاميين.. ما قبل الدولة وما بعدها" لمؤلفته، أستاذة العلوم السياسية، هبة رءوف عزت. تنطلق المؤلفة من فرضية أن الإسلاميين غير مستوعبين مفهوم الدولة. وللتدليل على هذه الفرضية استعرضت الطريقة التي يفكر بها الإسلاميون في الدولة والكيفية التي يتخيلونها، وقامت بتتبع كتابات مجموعة معاصرة منهم منشورة في مجلة المنار الجديد، أمثال: يوسف القرضاوي وسليم العوا وطارق البشري ومحمد عمارة وأبو العلا ماضي وعصام العريان، ولم تكتف بهؤلاء بل رجعت قليلًا للخلف من أجل توسيع دائرة البحث، فضمَّت إليهم كتابات: حسن البنا وسيد قطب وعبد القادر عودة وأبو الأعلى المودودي.. وخلصت إلى أنهم جميعًا لم يفهموا الدولة التي يتحدثون عنها فهمًا دقيقًا كما يفهمها علماء السياسة والمتخصصون. وتقول: إنهم يتحدثون عن الدولة القومية ويحسبون أنهم يتحدثون عن الأمة، ورغم أن مفهوم الأمة ملتبس -تضيف الكاتبة- فإنهم أضافوا إلى هذا الالتباس ذلك الخلط المفاهيمي المعيب، ومن هنا جاءت كتاباتهم مضطربة وناقصة ومختزلة وتفتقد إلى العمق والخيال. وتستثني من هذا العيب كتابات بعض الإسلاميين الذين جمعوا بين التخصص والخلفية الحركية، والتي ظهرت في السنوات القليلة الماضية لكنها لا تزال في بداياتها مثل إنتاج: نادية مصطفى ومنى أبو الفضل وحامد عبد الماجد وإبراهيم البيومي غانم وهشام جعفر وعلاء النادي وإنتاجها هي شخصيًّا. ثم تؤكد المؤلفة في خاتمة الكتاب الذي صدر في عام 2015 على ضرورة تطوير الإسلاميين نظرتهم لمفهوم الدولة، وتنصحهم بأهمية التمييز بين الليبرالية والرأسمالية، وبين العلمانية واللاأخلاقية، وبضرورة إعادة التفكير في مفهوم الأمة وتطويره ليتماشى ومتغيرات العصر. وتشير إلى أن ذلك التطوير يحتاج منهم إلى التخصص والتعمق والتحرر من قيد التنظيم وبيروقراطيته وجموده وانغلاقه.