وصف الكتاب:
نبذة الناشر: التفت عبد الناصر، لمح في المرآة المقابلة زليخة من قفاها، انتفض من الكرسيّ قائلاً في دهشة: - "أيّة صدفة، الشّعر المجعّد الذّهبي، الغمّازتان الرّائعتان، الشّفة المكتنزة، الحاجبان المقوّسان... لا أكاد أصدّق... عفواً... لا أقصد شيئاً". رأت في عينية التماعةً غريبةً، أحسّت بإرتعاش في المكان نفسه... رعشة جعلت زغب جسمها ينتفض، أحسّت بتخدير... حالة من الإنتشاء منذ أن أخذ في وصفها، أحسّت نفسها مدفوعة إليه دفعاً، نسيت الطبّ وأخلاقيّاته والأسنانَ والعيادة. استحالت جسداً متّقداً، شعرت بالحرارة ترتفع في جسمها، ذهبت بسرعة إلى غرفتها ونزعت القميص بقيت في الميدعة البيضاء تحتها الحصّارة. زرّت الميدعة بسرعة وعادت إلى قاعة الفحص، أغمض عينيه ليسرح خياله في وجهها وفي الصورة التي استحضرها مقارناً موازناً مقرّباً مبعّداً، كلّ شيء متطابق، مذهل. أحسّ بأنفاسها حَرَّى تنساب من تحت العصابة الخضراء التي تغطّي بها فمها، تأخّرت خطوات وتنفّست بقوّة، إستدار إلى اليمين، وضع ذراعه فوق عينيه محتمياً من الضوء القويّ المنهمر على وجهه، رأى المجرى المرمريّ العميق بين ثديين متفلّكين تبرز الحصارة الجزء الأعلى منهما. أغلق عبد النّاصر فمه وأبعد الضوء القويّ الباهر، وجلس بعد أن وضع رجليه على المنضدة أسفل الكرسيّ، ظل ينظر إليها وظلت تنظر إليه.