خناف وقصص أخرى
- سنة النشر: 01 Jan 1970.
- عدد مرات التحميل: 502882 مرّة / مرات.
- تم نشره في: الإثنين , 14 ديسمبر 2015م.
وصف الكتاب:
"كان اسمها خناف، وتعني باللغة العربية (الندى) وهي فتاة إعتيادية بكل المقاييس، فهي ليست كثيرة الجمال، متوسطة الطول بالنسبة إلى النساء ووشيقه بالطبع ككل نساء ورجال الجبال العالية في ذلك الوقت، حيث أن العمل الشاق ومتطلبات العيش تحتاج إلى جهود مضنية وعلى مدار السنة، أسرتها تتكون في أم واثنين من الأخوة وأخت واحدة أصغر منها، أما والدها فقد رحل وعمرها عشر سنوات، أخوها الكبير اسمه سعد الله، متزوج له ولدان وابنة واحدة، الولد الأكبر بلغ من العمر ستة سنوات والإبنة أربع سنوات، أما الإبن الأصغر فيبلغ من العمر سنتين، وأخوها الثاني اسمه محمد، متزوج أيضاً وله ابنة وابن، أما أختها فاسمها فاطمة وتصغرها بثلاث سنوات، خناف تبلغ عشرين عاماً، وبصورة عامة فإن أعمار معظم أفراد أسر القرويين تقريبية فلم يكن أحد يكتب تواريخ الميلاد ولم يكن هناك سجل للمواليد في دوائر النفوس إلا أثناء حملات الإحصاء العام، وكانت معهم لجنة طيبة تقدر أعمار الناس، وهي بدورها قد تخطئ عشر سنوات بتقدير عمر بعض الناس بسبب المظاهر الخداعة. لم تكن خناف على وفاق مع زوجة أخيها الكبير فهن مختلفات كليّاً من حيث النظرة إلى أمور الحياة وأسلوب إنجاز الأعمال المنزلية وتطلب منها القيام بأعمال تفوق طاقتها، وفوق ذلك تحاسبها على كل صغيرة وكبيرة وتنتقد أداء أعمالها... كل أسرة في بيوت القرية لها ما يميزها عن باقي الأسر، فكل فرد في القرية يمكن أن يكون له قصة مختلفة ومشوّقة، والكل في القرية يكوّنون نسيج الحياة وحمال التنوع في كل الأشياء... ما يهمنا هنا هي عائلة خناف أو سعد الله والعائلة التي ينتمي إليها فيصل ذلك الفتى الذي لا يعاب في شيء تقريباً... كصفات عامة للقروي الجبلي في ذلك المكان، والزمان والإبن الأكبر للفلاح إبراهيم، فيصل الذي يحب خناف كثيراً وهي بدورها تبادله الحب ويتمنيان أن يلتقيا ويعيشا تحت سقف واحد وتتحقق أمنيتهما في أن يتزوجا... مع إكتمال عناصر ومظاهر الربيع ذلك العام استمرّ إبراهيم للوفاء بعهده لولده فيصل بأن يخطب له أخت جاره سعد الله، ولما استقر الرأي على يوم معين أخبر سعد الله ثم سارهو وأحد أقربائه ويدعى مسعود، ولما جلس في بيت سعد الله قال له إبراهيم من غير مقدمات: أخ سعد الله أننا هنا لنقوي علاقتنا الإجتماعية وأن نكون أسرة واحدة بإذن الله، نريد أن نخطب أختك خناف لولدي فيصل... قذف سعد الله لفافة التبغ التي كان يلهي بها نفسه... ثم أخذ لنفسه نفساً عميقاً وبعد أن فكر لحظات قام بمكر واضح: نحن فعلاً أصل قرية واحدة... وقد فاجأني الموضوع، وأنني أطلب منكم مهلة عدة أيام وربما أسبوع لا سأل أختي رأيها أو لا، ومن ثم أتشاور مع أهل بيت وأقر بأني وأرد لكم الجواب... وهكذا تمضي الأحداث... ويأتي رد سعد الله بالرفض فكان وقع الخبر على فيصل كالصاعقة... وتمضي الأحداث كاشفة عن تلك الأمراض الإجتماعية التي كانت تسود تلك المناطق... وذلك في تسلط الأخ الذكر على أخته... متحكماً في جميع شؤونها... حتى في مصير حياتها، وكما تلك القصة... فكذلك من حكايا هذه المجموعة القصصية التي يحاول الكاتب من خلال تسليط الضوء على أسلوب حياة أهالي تلك القرى الجبلية النائية... في فترة زمنية بعيدة.. من حيث عاداتها وتقاليدها... منتقياً من البيوت حكاياها... ومن الحقول مشاهدها ممتعاً القارئ بنمط قصصي بعيد عن التكلف... وبأسلوب هو للبساطة أقرب.
