وصف الكتاب:
بين الشخصية الواقعية فـي التاريخ / أمبروس بيرس، والفنية المتخيلة / الغرينغو العجوز، تجيش الثورة المكسيكية عام 1910 لتقول لنا، عبر العبقري كارلوس فوينتس، أن ثمّة حقيقة أكثر ثراءً يبدعها الفن فـي مزجه الخلاّق للتاريخي والمتخيّل معاً. وهكذا تولد رواية ثورية حقاً. رواية تقول الثورة لا بالشعار المباشر واللغة التقريرية؛ «إذ ليست الرواية الثورية هي فقط تلك التي يكون لها مضمون ثوري، بل تلك التي تحاول تثوير الرواية ذاتها، تثوير شكل الرواية..» ــ كما أشار خوليو كورتاثار. كارلوس فوينتس، الروائي المكسيكي الذي منحه مواطنُه الناقد خوسيه مارتينيث مكانةَ الريادة فـي سَطْر المرحلة الجديدة للرواية الأميركية اللاتينية، إلى جانب خوليو كورتاثار، هو الكاتب القائل عن وعي متقدِّم: «إننا نحيا فـي بلادٍ كلّ ما فيها بانتظار أن يُقال، لكن كذلك فـي انتظار أن يُكتَشَف كيف يُقال هذا الكُلّ. إذا لم تكن هناك إرادةُ لُغة فـي رواية أميركا اللاتينية، فإنّ هذه الرواية ليست موجودة بالنسبة لي.» وبذلك يكون فوينتس قد أمسكَ إمساكاً محكماً بكلٍّ من التاريخ والأدب، لأنه استوعبَ، باقتدار، آليّة عمل الإثنين. «الغرينغو العجوز» واحدة من روايات كارلوس فوينتس الرهيفة والكثيفة فـي لغتها، وفيها تتجلّى حنكته الإبداعيّة فـي كتابة نصٍّ يستقي من التاريخ تفصيلاً صغيراً، عابراً (إختفاء الكاتب الأميركي الشمالي أمبروس بيرس فـي المكسيك إبان الثورة)، ليشيد عليه عالماً جاذباً فـي شخوصه الآخذة بالكشف عن واقعها كلّما تصاعَدَت وتيرة الأحداث، بقدر ما تكتشف، هي نفسها، حيواتها الكامنة فيها المستترة عنها!