وصف الكتاب:
الكتابة مرآتي، وأنا الذي فوق وجهها المتعرِّق المُضبب أخطُّ حروفي بإصبعي، سريعاً وملهوفاً، قبل أن يتبددَ الندى، فأمّحي أنا إذ تتوهُ الذاكرةُ وتَسيح: إذ تتغبشُ الذاكرةُ وتَشيخ ! هذه “كتابةٌ” لا تنتسبُ إلّا لنفسها من غير فَخْرٍ وهْمُهُ ادّعاء التأسيس، أو خَجَلٍ جِبلتُهُ عُقدةُ الانبتات. فإنْ تماهَت مع جنسٍ أدبي ما؛ فلا يعدو الأمر مجرد شُبهة سببها التشابه. لكلِّ كائنٍ منزلهُ، ولكلِّ منزلٍ حديقة خلفيَّة. هذه حديقتي الخلفيَّة، حيث يصير للعشب الأرعن أن ينمو في غفلة عن مقصّات التشذيب. هل نعود إلينا قبل أن تخرجَ علينا الأماكن لتغربنا عنا أكثر؟ هل نقدر أن نكون كما كُنّا، أو كما نبتغي ونشتهي: فلا بابٌ نخلّفه وراءنا وقد أُوصِدَ: ولا غرفةٌ ضجرَت من ظلالنا التي نسيناها فيها: ولا مطرٌ بلا لون يسقط على نافذة غير نظيفة، فيكتمل مغزى أنّ الصمتَ لا يقبل الكلمات أبداً؟ مَن قالَ هذا .. يوماً؟