وصف الكتاب:
حاولت ان أبرهن على صحة تصوري لعالم إلياس فركوح، ولم أرغب في فك ارتباط هذا العالم القصصي بالمجتمع والواقع وآليات عمل القمع بصورة خاصة. حاولت أن أتعرّف على عالم العزلة بوصفة البؤرة التي تصورها القصص وتشير إليها من بعيد، لأصل في النهاية إلى القول بأن عالم العزلة في قصص فركوح ناشئ عن القمع وآليات عمله سواء أكان مصدره سياسياً أم اجتماعياً. والسارد لا يركز على القمع بل على أثره؛ فهو يصف العزلة الخانقة التي تعاني منها الشخصيات. يواصل إلياس فركوح الحفر على المُغْفَل من حياة الناس، على الأحاسيس المكبوتة والغائرة بفعل القوانين الاجتماعية أو التحري السياسي. لكننا نلمح في الوقت نفسه عدم التزام بعناصر الكتابة القصصية الواقعية، ولعباً على فعل الكتابة. إنّ القاصّ يصرّح أن ما يكتبه ناقص غير مكتمل، وأن الكتابة فعل اختيار وليست تدفقاً تلقائياً وانثيالاً رومانسياً. ومن هنا فإنَّ المفهوم الرومانسي للكتابة يتبدد، وتصبح إعادة الصياغة، والحديث عن تغيير استراتيجية الكتابة والإشارة إلى الذات الكاتبة، ملتصقة بجوهر كتابة إلياس فركوح القصصية.