وصف الكتاب:
نبذة الناشر: "كان يمكن للسرير أن يكتفي بذاته لتأجيج المشاعر والرغبات دونما حاجة إلى غواية المرأة، فللسرير نفسه سحره الخاصّ وجاذبيته التي لا تقاوم، وهو يحرّض على التأمّل والنوم وممارسة الحبّ، وربّما على الجري والصهيل فوق مساحته الشاسعة الفسيحة، وهيئته المثيرة. في البدء تقدّمت نحو الغرفة مأخوذاً بالسرير، ربّما حسبت المرأة أنني أتقدّم مدجَجاً بنواياي الخبيثة نحوها، مستجيباً لجاذبيّة الغواية المتقدة التي تطلقها فتنة الأنثى الكامنة هناك والتي تزعزع هياكل الذكورة كلّها، لكنني كنت أخطو مسلوباً إلى الأمام كالسائر في نومه، وربّما حسبَت أنّني أتقدّم إليها بنيّة التحرّش بها؛ وقد فاجأتني عندما أطلقت ضحكة مغناجة وهي تراني مستغرقاً في تأمّل السرير، كأنّني كنت أتحرّش به بكلّ ما أوتيت أصابعي من قدرةٍ على التعبير عن شبق لا حدود له. أتحسّس خشبه المدهون بالأبيض الصافي فأزداد ألقأً، أتلمّسه برؤوس أصابع مذهولة لشدّة النعومة في ملمس الخشب، والّذي ظلّ يبعث فيها خدراً لذيذاً لا يقاوم، أحتويه بعينين مأخوذتين بجمال لا يشبهه جمال". ينطوي السرير، الّذي يشكّل بؤرة السرد في هذه الرواية، على مساحات عريضة تتيح للواقع أن يرفد القصّ بتفاصيل من أحداث حدثت في تاريخ عشناه بكل أحلامه واوهامه، بإنجازاته وإحباطاته، فاستقى "سرير المشتاق" وقائعه من تجارب تستنطق السنوات الأولى لزمن المقاومة، بما رافقها بالمقابل من تنام لآليّات القمع ومصادرة الحرّيّات والتضييق السلطويّ، وصولاً إلى معايشة الحرب الأهليّة اللبنانيّة، فيّ الوقت الّذي ظل فيه السرد حريصاً للإطلالة على رحابة أفق التخييل الشاسع في الحبّ والحرب والنضال والخيانة... أفق تمحي فيه الحدود بين الواقع بقسوته والخيال بتحليقه في مدى لا تحدّه حدود. "سرير المشتاق" تجربةٌ روائيّة جديدة يضيفها فاروق وادي إلى تجارب سرديّة لافتة سبق ان تقدّم بها إبتداءً من: "المنفى يا حبيبتي"، مروراً بــ "طريق إلى البحر"، "رائحة الصيف"، "منازل القلب"، "عصفور الشمس"، وإنتهاءً بــ "ديك بيروت يؤذن في الظهيرة".