وصف الكتاب:
نبذة الناشر: يتخطّى مفهوم "الأرشيف السرديّ"، الّذي يقترحه هذا الكتاب، الدلالة المعجميّة للأرشيف بوصفه حافظاً للوثائق إلى إعتباره مستودعاً للتخيّلات، وتقوم علاقة الملتقي بمحتوى "الأرشيف السردي" على التفاوض الذي يبدأ بالتذوّق والوصف، ويمرّ بالتفسير والتحليل، وينتهي بالإستنطاق والتأويل؛ فيكون السرد أرشيفاً للأحداث المتخيّلة ينتقل بها من مستوى الفناء إلى مسوى البقاء؛ فجعلت السرد طبقةً علياً لما رأيت من قضايا شكّلت قاعدته الأرشيفيّة كالحلم والعنف والسخرية، ولم أغفل الأصل المرجعيَّ لها، فالكتاب غاص فيها لأنّها ضاربة في عمق الفكر النفسيّ والإجتماعيّ والأدبي، وهي من مغذيات الظاهرة السردية، وقد اتخذت لبوساً مجازياً، فالأحلام موازية للتخيلات السرديَّة، إذ يمكن تخيّل عالم السرد على غرار تخيّل عالم الأحلام؛ ووجدت في الوجه السردي للعنف معادلاً تمثيليّاً للعنف المرجعيّ الذي يتغذى من منابع نفسية أو دينيّة أو إجتماعيّة. لكنَّه يستجمع عبرته المؤثّرة بالسرد الذي يخلع عليه أمثولة تحذيريّة للأفراد والأمم، وتوسّعت بالوقوف على السخرية، أي: مفارقة الواقع المتجهّم بالضحك عليه والإستهزاء به، فتكون السخرية أرشيفاً رمزياً لحقائق الحياة الراكدة، وقد جرى التلاعب بصورها، وتحويل أشكالها، وتحميلها معاني غير الّتي كانت عليها في أصلها.