وصف الكتاب:
قال أحدهم يوماً: إنّ الرّوائي إله صغير أليس الأمر صحيحاً؟ ألا يميت الرّوائي من يشاء من شخصياته ويحيي من يشاء؟ ألا يجعل من يشاء منهم سعيداً ومن يشاء شقيّاً؟ ألا يجعل من يشاء منهم غنيّاً ومن يشاء فقيراً؟ أليس هو العليم الخبير الّذي يعلم خائنة أعينهم وما تخفي صدورهم؟ بل ويعلم ما كان من أمورهم وما هو كائن وما سوف يكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون. أكره الظلم لأنّني أعلم أنّ اللّه حرّمه على نفسه وجعله محرّماً بين عباده، ولأنّني أعلم أنّ دعوة المظلوم ليس بينها وبين اللّه حجاب، لذلك لا يمكن أن أظلم شخصاً ولو كان شخصية في رواية من رواياتي. فما هي الجرائر الشّنيعة الّتي اقترفها ذلك (الإنسان) حتّى يستحقّ أن ألقّبه بالشّيطان؟ وما هي الصّفات الحميدة الّتي جعلتني أشبّه ذينك الآدميَيْن بالملاكين؟ من الرّواية: أقول لك آسفة يا إبليس، آسفة لأنّ هناك من بني جلدتنا نحن البشر من أزاحك عن عرش الشّيطنة وتربّع عليه هو عن جدارة واستحقاق، أعرف أنّ ذلك لم يخطر لك على بال يوماً، ولكن هذا ما حصل، أعرف أنّك باعتبارك سلطان الشّياطين، ربّما قد كنت تتوقّع يوما أن يثور ضدّك أحد من الغوغاء من ذرّيتك، ولكنّني أجزم أنّك لم تتوقّع أبداً أن يثور ضدّك بنو البشر ويستولوا على سلطنة الشّيطنة بدلا عنك. (less)