وصف الكتاب:
دخلت أمل منذ أيام مكتبة فتروي لنا قصتها وهي في املكتبة وتقول: لقد لفت انتباهي كتاب وجدته على الرف ألن عنوانه غريب، فامتدت يدي نحوه و رحت أقلب صفحاته كان العنوان »أنا لا هذا الكتاب من أحب الفلوس« فابتسمت وقلت هل هناك حقا من ال يحب الفلوس؟ املؤلف الذي أل أجل الفلوس وكذلك الناشر واملطبعة والرسام والبائع الذي وضعه كذلك في مكتبته، ألم يفعلوا ذلك جميعا من أجل الفلوس؟ حملني البائع وكان لطيفا طيبا يعرفني من كثرة ترددي على مكتبته وسألني: رأيتك تبتسمني وأنت تقلبني هذا الكتاب. عرضته عليه فابتسم وقال لقد لفت نظري أنا كذلك وكان البد لي أن أقرأه كي أقتنع به، وحملت الكتاب معي نحو اخلزينة ألدفع ثمنه فقال لي:ها قد أثبت أنك ال حتبني الفلوس. فقلت له: لو لم يكن معي فلوس ملا اشتريته. فرد: هذا صحيح لكن الفلوس وسيلة وليست غاية. فضحكت وقلت: هي غاية للبعض مثل البخالء والطماعني. وقال لي: أريد أن أسمع رأيك في الكتاب بعد قراءته، وهل فعال يستحق ثمنه؟ فقلت له: الكتاب غال جدا. فقال: هل هو غالي الثمن أم غالي القيمة؟ فضحكت وقلت: االثنان معا. قرأت الكتاب وكنت أفكر طوال الوقت بالعبارة التي قلتها لصاحب املكتبة: الكتاب غال جدا. ورأيي أن الكتاب أغلى من ثمنه بكثير وتذكرت ذلك اخلليفة الذي أعطى مؤلفا ثمن كتابه وزنه ذهبا، فعدت إلى املكتبة وسألني صاحبها: هل في اعتقادك أن الكتاب أغلى من الذهب؟ فأجبته: نعم. فكتب الطب أنقذت املاليني من املرضى وكتب الهندسة هي وراء بناء األهرامات وناطحات السحاب وغيرها منالكتب. كان صاحب املكتبة مندهشا ملا قلته وشجعني على القراءة.