• بحث متقدم
روايات جائزة نوبل_الغريب

روايات جائزة نوبل_الغريب

  • تدمك:
  • المؤلف: البير كامى
  • الناشر: الدار المصرية اللبنانية
  • كل الاقسام: الروايات والقصص
  • سنة النشر: 01 Jan 1970.
  • عدد مرات التحميل: 502882 مرّة / مرات.
  • تم نشره في: الإثنين , 14 ديسمبر 2015م.

وصف الكتاب:

( أمي ماتت اليوم ، وربما كان ذلك بالأمس ، لست أدري ! فقد تلقيت برقية من دار المسنين تقول : " ماتت الأم ، الدفن غدا ، تحيات طيبة " وهذا يعني شيئا فربما كان ذلك بالأمس. ) هكذا تُفتتح الرواية على لسان بطلها الذي لا تحرّك فيه وفاة أمه كثير ضجة ، بل إنه يفكر في ترتيب أموره واستعارة ربطة عنق سوداء من جاره الذي مات عمّه قبل أسبوع ،والتفكير في التقديم على إجازة سيضج منها المدير ! هاهو يسير في إجراءات الدفن محاولا أن يستجمع شيئا من الانفعال فلا يأتيه شيء ؛ مما يثير الشكوك حوله ، إن هذا التبلّد سيؤخذ عليه في نهاية الرواية دليلا على إدانته بجريمة قتل هو منها في خلط ... ربما لا يدري ! هذه الـ ( ربما ، لا أدري ) ستحلّ على مدار الرواية وكأنها ثيمة الشخصية المحورية ، حتى أننا قد ننسى أحيانا اسم البطل ولكن لن يغيب عن ذهننا أن أولى كلماته دوما هي ( ربما ، لا أدري !) .ومن العجب أن الشيء الوحيد الذي تحمس له ذات ليلة خلال تناول العشاء في مطعم صديقه (سيليست) ، حين طلبت منه امرأة عجيبة مشاركته الطاولة لازدحام المكان ،وأخرجت من حقيبة اليد قلما ومجلة تُعنى بمواعيد البرامج الإذاعية الأسبوعية وراحت تضع علامات على البرامج كلها .. وعندما همّت المرأة بالانصراف خرج وراءها وراح يتبعها ، حتى فقد أثرها ..ثم مالبث أن نسيها !! إن استجابته لكبريات مجريات الأمور تأتي في حالة من البلادة، وكأن الأقدار كانت تضعه حيث لم يضع هو نفسه، لأن الحياة نهر لابد وأن ينهار ، ومهما حاولنا أن نتوخى السير بجوار الخوف فإن طبيعة الجريان القوية لابد وأن تطال سكينتنا المزيفة ! وهكذا باغتت (ميرسو)-بطل الرواية- الجريمة ..( أطلقتُ طلقات أربع على جسد هامد كانت تختفي داخله إلى الأبد ، لقد كانت كطرقات قصيرة أربعة ، طرقها على باب الحزن والأسى ). فعلى الرغم من تورطه الواضح في الجريمة لم يضع لنفسه محاميا إذ كان يظن أن الأمر سهل !حاول المحامي أن يجمع معلومات عن حياة (ميرسو) الخاصة ،فلما سأله المحامي عن سبب ظهوره قليل التأثر يوم دفن أمه ، أجابه :( إن طبيعية تكويني تجعل احتياجاتي الجسدية تتعارض – في غالب الأحيان – مع مشاعري : ففي اليوم الذي دفنت فيه أمي كنت متعبا وفي حاجة إلى النوم ، حتى إنني لم أشعر بما حدث ، أما الشيء الذي أستطيع أن أجزم به فهو أنني كنت أفضِّل ألا تموت أمي ، ولكن المحامي رد قائلا : إن ذلك ليس كافيا !).وكذلك عندما سأله قاضي التحقيق إن كان يحبّ أمه ، كانت ردة فعله هي اللاأدرية القابعة خلف الاحتمالات ( نعم ، مثل كل الناس !) ولتجاوز هذه الحالة المقيتة انتقل القاضي إلى السؤال المحيرِّ ( لماذا انتظرت بين الطلقة الأولى والطلقات التالية ؟.. و هل أنت نادم على اقترفته يداك؟) أجاب " إنه ليس ندما حقيقيا ، لكني أشعر ببعض الضيق !" . وهكذا عُقدت جلسات المحكمة، وبعد تكرار مملّ وشائك لذات الأسئلة لم يجد (ميرسو) أن يجيب النائب العام عن سبب كل المواقف الغريبة والحالة النفسية المتوحدة التي يعيشها إلا أن يقول -و بما يثير الدهشة مجددا- ( إن ذلك قد حدث بسبب الشمس !) إثر ذلك حدث ضحك بالقاعة، وهزّ المحامي كتفيه، وحاول أن يقدم صورة عن حالة موكله غير القابلة للتعليل (أستطيع أن أقول : إنني كنت أقرأ فيه كالكتاب المفتوح... إنه رجل أمين ، يعمل في انتظام ، ومن غير ملل أو كلل ، ومخلص للمكان الذي يعمل فيه ، ومحبوب من الجميع ، ومشارك في مصائب الآخرين ، كما أنه كان مثلا للابن البار الذي ساعد أمه قدر استطاعته ، في النهاية كان يتمنى أن تجد أمه العجوز الراحة في داخل دار المسنين بحسب موارده المحدودة التي يحاول توفيرها لها !).. ترى كم واحدا منا أمينا كهذا الغريب في أداء واجباته الحياتية ؟؟ ومع ذلك ، فعندما نقع في الخطأ أو ما يُتصور أنه خطأ ، يأتينا الحكم قاسيا من أطراف الحياة وأبعد نقاط اللّوم !! تقعد بنا رواية الغريب أسرى مشاعر مختلطة بين الرحمة والاشمئزاز ، الرحمة لذلك الشخص الغريب الذي لم يقترف يوما شيئا في حياته، لأنه لم يعتبر نفسه يوما ما شيئا أصلا ، والاشمئزاز من الحياة التي لم ترحم عزلته فتلقي عليه ظلالها السود لتوقعه في جريرة لم يستطع حتى أن يصفها أو يصف مشاعره تجاهها رغم وضوحها ! الصفحات الأخيرة من الرواية تبرز لنا جانبا عميقا من شخصية الغريب ، فالوصف المفصل للأيام والليالي التي تسبق حكم الإعدام ، تصدمنا بدقة الشعور الذي كان عليه الغريب ، وفصاحة تحليله للأقدار التي مرت به وكأن وجوهنا الخفية تأبي إلا أن تهزم الحياة -لو أنها استفاقت- ولو في نهايتها ! المشكلة التي عانى منها (ميرسو الغريب) ، هي أنه قد ترك العادات الحياتية تنهش منه إنسانيته ، فقد ضاع من ضميره الإنساني كل ما به من أوهام ، وضاعت من إنسانيته مادة الإنسان المتمثلة في مجموعة المشاعر ، ولم يبق داخل كيانه سوى وزْن يجره إلى سجن العادات . يتضح ذلك من خلال لزومية مفردات العادات التي ترافق وصفه لحياته ( كانت – أمي – تبكي كثيرا في الأيام الأولى ، وكان ذلك بحكم العادة ..)حتى هو نفسه يوم أدخل السجن كانت يشعر بعنف التحول من رجل طليق إلى إنسان مقيّد ، ولكنه مع الوقت الذي استمرت فيه المحاكمة عاما كاملا ، كان قد تعوّد على أفكار السجناء ( لقد تعودت على السجن تماما ، حتى إنهم لو جعلوني أعيش داخل جذع شجرة جاف – دون أن يكون لدي شيء أفعله سوى النظر إلى السماء التي فوق رأسي ، فإنني لابد أن أتعود شيئا فشيئا على ذلك !) حتى التفكير بالنسبة له لم يكن نشاطا ذهنيا فريدا للعقل الإنساني ، بل حالة تعوّد تجبرنا عليها تقلبات الحياة ( فليست هناك أفكار لا يمكن ألا تتعوّد عليها !) ولعل صفة "الغريب" التي أُلصقت بميرسو – وذاتها التي حملتها الرواية اسمًا – إنما مردها إلى تقرير أن الغريب ليس سوى عبد آلي لمجموعة من القوى الداخلية والخارجية ، ولقد راحت تلك القوى تدفعه إلى أن صار غريبا عن الآخرين ، ثم انتهى به الأمر إلى فقدان أفكاره حتى أصبح غريبا عن نفسه أيضا ...هكذا إذا نصل إلى أن نصبح أشخاصا ( غريبين ) حين نسمح للمعتاد ، وللفعل و ردة الفعل ، أن يحكما حياتنا ويتحكما بمصائرنا ! ( وللمرة الأولى منذ وقت طويل تذكرت أمي ، وبدا لي أنني قد فهمت لماذا اتخذت لنفسها " صديقا " في نهاية حياتها . لماذا كانت تريد أن تبدأ من جديد . فهناك ، ومع اقتراب الموت ، كانت أمي مستعدة أن تبدأ الحياة، ليس لأحد قط الحق في أن يبكي عليها ، وأنا أيضا أحسست أنني مستعد أن أبدأ الحياة من جديد ، وكأن تلك الغضبة الكبرى قد خلصتني من الشر وأفرغتني من الأمل . في ذلك الليل الذي يفيض بالنجوم ، أحسست للمرة الأولى بعذوبة و رقة اللامبالاة ، وأحسست أنني كنت سعيدا في يوم من الأيام ، ولازلت حتى الآن ، أتمنى أن ينتهي كل شيء ، وأتمنى أن أكون هناك أقل وحدة من هنا ، ولم يبق سوى أن أتمنى أن يكون هناك الكثير من المتفرجين يوم الإعدام ، وأن يستقبلوني بصرخات الحقد والغضب !) المؤلف / الرواية : يضع المترجم الدكتور محمد غطاس في نهاية الرواية ، تحليلا لأدب البير كامي ، جاء فيه : وفي سنة 1957 م ، تلقى – البير كامي – جائزة نوبل للآداب " على مجموعة أعماله التي تلقي الضوء على المشاكل التي تواجه الضمير الإنساني .. لقد كان يؤمن بأنه لاشيء يعلو فوق الضمير ، فهو الذي يعمل على ألا يضيع الإنسان – كفرد – وسط العالم ، وهو الذي يجعل الناس متساوين . وفي ستوكهولم راح يواصل دفاعه عن الإنسان ، وراح يردد :" أنا أؤمن بالعدالة ، ولكنني سأدافع عن الإنسان قبل الدفاع عن العدالة " فرسالته لم تكن سوى الدفاع عن الإنسان ، وعن كل ما يعتز به الإنسان ضد قوة العادات ، وضد جاذبية العدم . وفي الرابع من يناير 1960 م ، فقدت الإنسانية واحدا من محاميها الأكثر تحمسا وأمانة ووضوحا . ورواية " الغريب " هي أولى روايات البير كامي ، بدأ كتابتها سنة 1939 م ، ونشرها سنة 1942م، وبعدها طارت شهرته إلى جميع الآفاق . اقتباسات : • كل إنسان مذنب ، ولكنه لا يدري ، والمذنب هو من يعتقد أنه بريء • إن هذا العالم المليء بالآثام لم يصل إلى تلك الدرجة؛ إلا لأن كل إنسان قد أعطى لنفسه الحق في أن يحكم • إن رجلا لم يعش مسجونا يوما واحدا ، يمكنه – دون عناء – أن يعيش داخل السجن مائة عام . • إن الإنسان في السجن ينتهي به الحال إلى فقدان الإحساس بالوقت • إنه دائما شيء مميز ، أن يسمع الإنسان من يتحدث عنه ، حتى ولو كان جالسا في مقعد المتهم !

site.similarbooks

شاهد المزيد
جمول فراشة الحقول
جمول فراشة الحقول
  • تدمك:
  • المؤلف: نهى حمود
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: الروايات والقصص, كتب الأطفال
النسخة الورقية 32.00 AED
سلسلة حكايات المساء
سلسلة حكايات المساء
  • تدمك:
  • المؤلف: فيروز قاردن البعلبكي
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: الروايات والقصص, كتب الأطفال
النسخة الورقية 50.00 AED
سلسلة نادي القراء 1-8
سلسلة نادي القراء 1-8
  • تدمك:
  • المؤلف: مجموعة من المؤلفين
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: القصص الرسومية, الروايات والقصص, كتب الأطفال
النسخة الورقية 133.00 AED
شجاعة طفلين
شجاعة طفلين
  • تدمك:
  • المؤلف: فيروز قاردن البعلبكي
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: القصص الرسومية, الروايات والقصص, كتب الأطفال
النسخة الورقية 15.00 AED
مرتفعات ويذرنغ : مع دراسة تحليلية = Wuthering Heights
مرتفعات ويذرنغ : مع دراسة تحليلية = Wuthering Heights
  • تدمك:
  • المؤلف: إميلي برونتي
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: الروايات والقصص
النسخة الورقية 44.00 AED
حكاية السندباد البحري : أروع قصص ألف ليلة وليلة
حكاية السندباد البحري : أروع قصص ألف ليلة وليلة
  • تدمك:
  • المؤلف: إميل يعقوب ، روحي البعلبكي
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: الأدب العربي, الروايات والقصص
النسخة الورقية 11.01 AED
حكاية وزير الملك يونان : أروع قصص ألف ليلة وليلة
حكاية وزير الملك يونان : أروع قصص ألف ليلة وليلة
  • تدمك:
  • المؤلف: إميل يعقوب ، روحي البعلبكي
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: الأدب العربي, الروايات والقصص
النسخة الورقية 13.00 AED
حكاية ازدشير وحياة النفوس : أروع قصص ألف ليلة وليلة
حكاية ازدشير وحياة النفوس : أروع قصص ألف ليلة وليلة
  • تدمك:
  • المؤلف: إميل يعقوب ، روحي البعلبكي
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: الأدب العربي, الروايات والقصص
النسخة الورقية 13.00 AED
حكاية بدر باسم ابن الملك شهرمان : أروع قصص ألف ليلة وليلة
حكاية بدر باسم ابن الملك شهرمان : أروع قصص ألف ليلة وليلة
  • تدمك:
  • المؤلف: إميل يعقوب ، روحي البعلبكي
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: الأدب العربي, الروايات والقصص
النسخة الورقية 15.00 AED
حكاية وردخان ابن الملك جليعاد : أروع قصص ألف ليلة وليلة
حكاية وردخان ابن الملك جليعاد : أروع قصص ألف ليلة وليلة
  • تدمك:
  • المؤلف: إميل يعقوب ، روحي البعلبكي
  • الناشر: دار العلم للملايين
  • كل الاقسام: الأدب العربي, الروايات والقصص
النسخة الورقية 17.00 AED
القائمة البريدية

اشترك الان في النشرة الاٍخبارية و ترقب استقبال افضل عروضنا علي بريدك الاٍلكتروني

قائمة الكتب

جميع الحقوق محفوظة © 2020