وصف الكتاب:
والفكرة الأساسية التي يؤكد عليها المؤلف في كتابه ما يراه من عيش المسلمين فيما يصفه بحالة من الانفصام الرباعي الأبعاد حيث الدين العظيم في قيمه ومبادئه من ناحية والحضارة الإسلامية العريقة التي اتسمت بالانفتاح على حضارات عالمها المعاصر آنذاك من ناحية ثانية ثم فترة طويلة من التخلف والجمود الثقافي والفكري والعلمي بل والاقتصادي والاجتماعي من ناحية ثالثة ثم مرحلة ممتدة طويلة من الاستبداد الذي يتعارض مع كافة المبادئ الإنسانية ويتحدى منطق التطور والأكثر خطورة تدهور حال المسلمين في العالم مما جعل العالم أصبح يرى الإسلام تهديدا للحضارة ومصدرا للإرهاب. يستعرض المؤلف في الجزء الأول من كتابه قضية العقل الإسلامي وتحديات القرن الحادي والعشرين ويشير إلى أن التصورات الإسلامية في هذا الصدد قامت على اتجاهين رئيسيين الأول قام على أن العقل الإسلامي هو عقل منغلق لاعتقاد المسلمين بأن دينهم يمتلك الحقيقة الكاملة باعتبار أن الإسلام هو نهاية الأديان ومن ثم فهو يجمعها معا. أما التصور الثاني فقام على اعتبار العقل هو معيار الحكم على الصواب والخطأ وانه ينبغي فهم وتفسير النصوص الدينية بما يتماشى مع منطق العقل وأن هذا لا يمس ولا يؤثر على قدسية النصوص. ويخلص من عرضه إلى التأكيد على أن العقل الإسلامي يواجه مأزقا ليس من السهل الفكاك منه ويتمثل في كيفية المواءمة بين النصوص الدينية والعصر الذي نعيشه وكذا في التعامل بين الفرق الإسلامية المختلفة والتعامل بين المسلمين وغير المسلمين في المجتمع الإسلامي والتعامل بين الدولة الإسلامية والدول غير الإسلامية والتعامل بين مكونات النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الحضارة الإسلامية. ثم يتطرق إلى تناول عظمة الإسلام وتخلف عقل المسلمين فيذكر أنه من البديهيات القول بأن الإسلام جاء بأحسن المبادئ والقيم والمثل واستطاع من خلال ذلك بناء أمة وحضارة ذات شأن ولكن من البديهيات أيضا القول أن عقل المسلمين أصبح يتسم بثلاث سمات هي الاهتمام بالقشور والمظاهر بدلا من الاهتمام بالمبادئ والقيم والانغلاق في الماضي والحنين إليه بدلا من التطلع إلى المستقبل والثالثة التفكير اللاعقلاني بدلا من التفكير العقلاني .