وصف الكتاب:
نبذة الناشر: الدّبلوماسيّون الإنجليز في أخْريات الدّولة العثمانية كانت مهامّهم الأولى- إنْ لم تكنْ جلّ مهامّهم- هي جمعُ المعلومات الاستخباراتية عن الدولة المتداعية؛ كتمهيدٍ علمي لتأمين خطّة بريطانيا الإستراتيجية في السيطرة عليها، وفرض نفوذها على المراكز المهمّة فيها. الشّخصيات والأجهزة التي اصطحبها معه جيمس برانت، والمعلومات الطّبوغرافية الكثيرة عن الطّرق ومظاهر السّطح والمناخ، والمعلومات الأنثروبولوجية عن السّكان وعاداتهم وتقاليدهم، كذلك استطلاع الرأي الذي حاول جمعَه من السكان بكافّة طوائفهم، ورؤساء العشائر، ومسئولي القبائل عن موقفهم من الإدارة العثمانية... كلّ ذلك يظهر لنا طبيعةَ المهمّة المُسندَة إلى القنصل جيمس برانت. ملاحظاتُ مستر جميس برانت- القنصل البريطاني في العراق- عن رحلته إلى المناطق الكردية والأرمنية. هذه الملاحظاتُ التي عكستْ كثيرًا من ملامح شخصيته، وشخصيّة بريطانيا الإمبريالية؛ فهو يتجوّل في العراق العثماني، ويتوغّل شمالًا إلى الأناضول ليزور المناطقَ الكرديّة والأرمنيّة في هذه المنطقة شديدة الوعورة بجبالها, وشديدة الخطورة بكردها وتمردّهم، ولا يعطينا أيّة أسباب لهذه الجولة أو الرحلة، فالرجلُ ليس برحّالة, ولا مُستكشف, ولا عالم أنثروبولوجي, أو جغرافي يتبع الجمعية الجغرافية الملكية في لندن، والتي دعّمت الكثيرَ من الرّحلات الاستكشافية إلى المنطقة الإستراتيجية في طريق الهند كبرى مستعمرات بريطانيا في الشرق. التّركيز الأكبر للمؤلّف كان هو الوصف الطّبوغرافي للمنطقة؛ طرقها وأنهارها ومرتفعاتها وسهولها، مع القياس الدّقيق للمسافات والطرق والارتفاعات، ثمّ ذكر عددَ السكّان والأسر، ثمّ الأوضاع الاقتصادية للسّكان وملكياتهم الزراعية ومحاصيلهم ودوابّهم والأعباء الضّريبية عليهم، كما يتعرّض بالوصف– شأن معظم الرحّالة– للقرى والمدن، ومساحتها وأسواقها، ومنتجاتها ومحاصيلها وعمارتها، والمنتجات الأوروبّية في هذه الأسواق، وبقية الأوصاف الأخرى كما يردُ في كتب الخطط. تميّزت هذه الرّحلة عن الرحلات الأخرى بأنّها جمعت بين عناصر ثلاثة: - الحديث عن الأكراد. - الحديث عن الأرمن. - إبراز عدّة وجوه للمناطق النّائية من الدولة العثمانية.