وصف الكتاب:
``كان التعليم وما زال أحد أهم مجالات الصراع الاجتماعي والسياسي في المجتمعات الحديثة ، فالنظام التعليمي في أي مجتمع إنساني يقوم بأدوار عديدة ومتنوعة تتجلي في تشكيل وعي الأفراد وإكسابهم المعارف والعلوم والقيم والمهارات التي تتوافق في الغالب مع طبيعة النظام السياسي ، بحكم أن النظام السياسي يقوم بإنشاء النظم التعليمية لتحقيق أهداف فردية ومجتمعية تسعي في جملتها إلى النهوض والتقدم بالمجتمع ، من خلال أفراد تم إعدادهم وتكوينهم على شاكلة معينة ومحددة. ومن هنا كان لأطروحة «لوي التوسير» الفليسوف الفرنسي الذي أكد في أطروحته أن النظام التعليمي هو أحد أجهزة الدولة الأيديولوجية التي تسير بالأيديولوجيا غالبًا وأحيانًا تسير بالعنف ، فالدولة تملك الإعلام والتعليم وكافة الوسائل التي تشكل الوعي بالذات والعالم، إلا أن تلك المقولة الشهيرة التي أطلقها «التوسير» تؤكد في ذات الوقت أن المدرسة أو المؤسسة التعليمية تتمتع باستقلالية نسبية ، تُتاحُ لها من خلال المنهج الخفي والأنشطة المصاحبة للمناهج الدراسية ، وكافة الممارسات التي تتم داخل المؤسسة التعليمية ، والعلاقات الاجتماعية ، وأنماط التفاعل الاجتماعي بين مكونات المدرسة (الطلاب، المعلمون، الإدارة) تشكل في حد ذاتها استقلالية يمكن للمدرسة من خلالها أن تقدم أنماطًا وتنشئةً للأفراد بعيدًا عن هيمنة الدولة والمنهج المدرسي المعتمد . ``