وصف الكتاب:
الكتاب ينقسم إلى قسمين كبيرين يضم الأول... التقديم والدراسة والتحليل، ويضم الجزء الثاني... الوثائق وهي نص كتاب «في الشعر الجاهلي» لطه حسين، ونص مقالة نشأة الشعر الجاهلي «لمرجليوث» ونص ثالث... كتبه مرجليوث بعد اتهام طه حسين وتقديمه للمحاكمة بسبب الكتاب وفيه يبرئ «مرجليوث» العميد طه حسين من تهمة النقل والتأثر، وهذا المقال يعد إضافة حقيقية انفرد بها هذا الإصدار بعد أن أمعنت بعض الأقلام المتعصبة في تجريح العميد والطعن في معتقداته، وهي اتهامات لا تزال تثار إلى الآن، ويأتي مقال «مرجليوث» ليضع الكثير من النقاط فوق الكثير من الحروف. يعد الجزء الأول من الكتاب - وهو الخاص بالتقديم والدراسة والتحليل- إضافة إلى حقل الدراسات الأدبية، ويضرب المثل في تحري الدقة والإحاطة- بتفاصيل الموضوع- ويقع في مئتي صفحة، وينقسم إلى ثلاثة أبواب تناولت... الشك في صحة الشعر الجاهلي ودوافعه، والشك في شعر شعراء الجاهلية. أما الباب الثاني فوقف أمام نقد المفكرين والعلماء والنقاد لكتاب في الشعر الجاهلي، أما الباب الثالث من القسم الأول فيتناول تطورات البحث في قضيته «في الشعر الجاهلي» ونتائجها، وأهدى سامح كريم كتابه إلى «عميد الأدب العربي المظلوم حيا وميتا وإلى الذين يهاجمونه ويحاولون الخروج من عباءته حتى لو مزقوها». يربط المؤلف بين كتاب «في الشعر الجاهلي» وبين دعوة طه حسين إلى الإصلاح وهما جناحان متلازمان لدى طه حسين وبعض معاصريه، ليؤكدوا أن التعبير الأدبي- نثرا كان أو شعرا- يجب أن يكون مرآة للحياة التي يوجد فيها، وأنه ينبغي أن تناقش جوانب هذه الحياة سواء العقلية أو الدينية أو السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية والثقافية إلى آخر هذه الجوانب التي ينتج عنها شكل معبر عن الحياة، وأنه لا ينبغي أن نطمئن إلى ما قاله السابقون في هذه المجالات ونأخذه كما هو دون بحث أو تمحيص..بل يجب أن نناقشه، ونشك فيه شكا علميا دقيقا. فالسكون والركون إلى المتاح دون مناقشته يؤدي إلى الجمود والتحلل وهي الآفة التي ظل طه حسين يقاومها فكرا وعملا. ويشير المؤلف إلى أن حياتنا انقسمت «في الشعر الجاهلي» لطه حسين إلى فريقين يمثل العميد الأول منهما وهو تيار الإصلاح والتجديد والدعوة إلى التقدم، والآخر يمثل تقديس التراث وكان رائده محمود محمد شاكر الذي رد على طه حسين كثيرا، وهما تياران لايزالان يحكمان حياتنا إلى الآن، في الأدب كما في الدين، كما في السياسة والمجتمع، وكأننا محكومون بمجموعة من الثنائيات القاتلة، التي جعلتنا محلك سر، فلا تقدم في أي مجال. أما «القسم الثاني» من الكتاب... فيضم 3 أجزاء هي: نص كتاب في الشعر الجاهلي لطه حسين، ويليه مباشرة مقال مرجليوث الشهير في نشأة الشعر العربي والذي اتهم طه حسين بأنه تأثر به في دراسة الشعر العربي، ونقل عنه في محاولة لاعتبار طه حسين مشايعا للباحثين الغربيين ولإلقاء الشك حول الحقائق الأدبية والاجتماعية التي توصل إليها في كتابه، وأخيرا كيف رأى مرجليوث أزمة طه حسين في وطنه في مقال يبرّئ فيه العميد من تهمة التأثر أو السرقة. ويستخلص سامح كريم من مقال مرجليوث هذا حقيقتين الأولى... هي أن العملين كليهما قد نشرا في وقت واحد تقريبا وأن كلا من الكاتبين قد توصَّل إلى آرائه مستقلا تماما عن الآخر، والثانية... هي أن آراء مرجليوث في الشعر تناقض آراء طه حسين، فمرجليوث ينكر أن يكون الجاهليون قد عرفوا نظم الشعر، وأن ما وصل إلينا من صنع شعراء المسلمين الذين احتذوا فيه لغة القرآن، على حين يذهب طه حسين إلى الثقة في وجود شعر جاهلي ولكنه يشكك في صحة كثير من نصوصه التي وصلت إلينا.