وصف الكتاب:
يتناول المقريزي في موضوعين مهمين، الأول "ذكر مذاهب أهل مصر ونحلهم منذ فتح عمرو بن العاص، رضى الله عنه أرض مصر الى ان صاروا على اعتقاد مذاهب الأئمة الأربعة الراحلين، وما كان من الأحداث فى ذلك”، والثانى ”ذكر الحال في عقائد أهل الأسلام منذ ابتداء الملة الاسلامية إلى أن انتشر مذهب الأشعرية" مع مدخل تناول فيه "ذكر فرق الخليقة واختلاف عقائدها وتبانيها". وقد أشار المحقق في مقدمته للكتاب الصادر عن الدار المصرية اللبنانية إلى أن المقريزي أوضح في الموضوع الأول سبب اختلاف الأمة منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن استقر العمل على مذاهب مالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل، "حتى لم يبق في مجموع أمصار الإسلام مذهب يعرف من مذاهب أهل الإسلام سوى هذه المذاهب الأربعة". أما الموضوع الثاني فقد تناول فيه اختلاف عقائد أهل الإسلام من كان، إلى أن التزم الناس (في الأراضي الواقعة غربي خراسان) عقيدة أبي الحسن الأشعري، وقدم له بدراسة مهمة عن فرق الخليقة واختلاف عقائدها وتباينها، وأوضح فيها أن فرق المسلمين خمس: أهل السنة والمرجئة والمعتزلة والشيعة والخوارج. واستعرض آراء هذه الفرق الكلامية حتى وصل إلى ترك أبي الحسن الأشعري لمذهب الاعتزال واختلافه مع مذهبهم، ثم ظهور أهل مدرسته الذين نسب إليهم المذهب الأشعري، وكانوا وراء تطويره وانتشاره، مع تبني القوى السياسية السنية الجديدة ممثلة في السلاجقة والنوريين وخلفائهم الأيوبيين للمذهب وإذاعته والذي كان السبب في اشتهاره وانتشاره في أمصار الإسلام الناطقة بالعربية، حيث ساد المذهب الماتريدي، ويقال لأتباعه الماتريدية أقطار الإسلام غير الناطقة بالعربية في آسيا الوسطى وما وراء النهر والهند. ولفت المحقق إلى أنه "لما كان الدين يخاطب العامة والخاصة لزم منهج وسط يجمع بين الطريقتين، كان الذي تولى هذا المنهج أبو الحسن الأشعري، فتوسط بين الطرق ونفى التشبيه وأثبت الصفات المعنوية القائمة بذات الله تعالى من العلم والقدرة والإرادة والحياة التي يتم بها دليل التمانع وتصح المعجزات للأنبياء، وقصر التنزيه على ما قصره عليه السلف، حتى نستطيع القول إن الإمام أبا الحسن الأشعري كان هو المجدد الذي بعثه الله على رأس المئة الرابعة ليجدد للأمة أمر دينها".